Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф
تفسير العثيمين: الزخرف
Издатель
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٦ هـ
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
مثَالُ الوَاو: قَوُلهُ: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ والوُاوُ هِيَ أكْثَرُ مَا يُستَعْمَلُ فِي القَسَمِ.
ومِثَالُ البَاءِ: قَولُ القَائِلِ: أُقسِمَ باللهِ أَنَّ هَذَا حَقٌّ.
ومثَالُ التَّاءِ: ﴿قَال تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾ [الصافات: ٥٦].
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن القُرآنَ الكَرِيمَ مُبِينٌ لكُلِّ مَا يَحتَاجُ إِلَى البَيَانِ؛ لقَولِهِ تعالى: ﴿الْمُبِينِ﴾. ولكِنَّ هَذَا البيَانَ لَيسَ حَاصِلًا لِكُلِّ أحَدٍ، فمِنَ النَّاس مَنْ يَفْهَمُ مِنَ القُرآنِ أشيَاءَ كثِيرَةً، ومِنَ النَّاسِ مَنْ هُوَ دُونَ ذَلِكَ، ومنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَفْهَمُ شَيئًا؛ فالأقْسَامُ ثَلَاثَةٌ؛ فمِنَ النَّاسِ مَنْ يفْتَحُ اللهُ عَلَيهِ فيَفْهَمُ مِنَ الآيَة الوَاحِدَةِ عَشَرَاتِ المسَائِلِ، ومنَ النَّاسِ مَنْ هُوَ دُونَ ذَلِكَ، ومِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَفْهَمُ شَيئًا.
ولهَذَا لمَا سُئِلَ عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ﵁: هَلْ عَهِدَ إلَيكُمُ النَّبيُّ ﷺ بشَيءٍ؟ قَال: "لَا، وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عَهِدَ إِلَينَا بِشَيءٍ، إلا فَهْمًا يُؤْتيهِ اللهُ تَعَالى مَنْ شَاءَ فِي الْقُرْآنِ، وَإِلَّا مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ" (^١)، وإنَّما سُئِلَ عَليٌّ عَنْ ذَلِكَ لأنَّهُ أُشِيعَ فِي زَمَنِهِ أن النَّبيَّ ﷺ عَهِدَ إِلَيهِ بالخِلَافَةِ وقَال: أنْتَ الخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي. فبَيَّنَ ﵁ أن ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، والشَّاهِدُ مِنْ هَذَا الأثَرِ قَولُهُ: "إلا فَهْمًا يُؤْتِيهِ اللهُ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ".
ولذَلِكَ ترَى بعضَ العُلماءِ إذَا تَكلَّمَ عَنِ الْآيَة مُستنبِطًا فَوائِدَها يَأتِي بالعَجَبِ العُجَابِ، ومنْ أَبْلَغِ مَا قَرَأْتُ مَا يَحصُلُ لشَيخِ الإسلَامِ ابْنِ تيمِيَّةَ وتلمِيذِهِ ابْنِ القَيِّمِ رَحِمَهُمَا اللهُ؛ فإِنَّ اللهَ يَفْتَحُ عَلَيهِما مِنْ فَهْمِ القُرآنِ مَا لَا يَكُونُ لغَيرِهِما، ومِنَ النَّاسِ مَنْ فَهمُهُ دُونَ ذَلِكَ، لكِنْ درجَاتٌ، ومنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَفْهَمُ شَيئًا.
(^١) أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب كتابة العلم، رقم (١١١)، ومسلم: كتاب الحج، باب فضل المدينة، رقم (١٣٧٠).
1 / 34