29

Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф

تفسير العثيمين: الزخرف

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

انْتَهَى الكَلَامُ عَنِ الآيَاتِ مِنْ حَيثُ اللَّفْظُ.
أمَّا مِنْ حَيثُ المَعْنَى: فاللهُ تعَالى أَقْسَمَ بالقُرْآنِ أنَّهُ جعَلَهُ باللُّغةِ العربيَّةِ مِنْ أَجْلِ فَهْمِهِ.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: جوَازُ القَسَمِ مَعَ تَأكُّدِ صِحَّةِ المُقسِمِ بدُونِ القَسَم، يَعْنِي: جَوَازُ أَنْ يُقسِمَ الإنسَانُ عَلَى الشَّيءِ مَعَ أن قولَهُ مَقبُولٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وجْهُ الدَّلالةِ: أن اللهَ ﷿ أَقسَمَ وقَولُهُ مَقبُولٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ وصِدْقٌ بِلَا يَمِينٍ، حينَئذٍ يَتَولَّدُ مِنْ هَذَا: كَيفَ يُقسِمُ اللهُ ﷿ عَلَى الشَّيءِ وهُوَ الصَّادِقُ بدُونِ قَسَمٍ؟
فنَقُوُل: لفَائِدَتَينِ:
الأُولَى: بيَانُ أَهميَّةِ هَذَا الشَّيءِ، وأنَّهُ جَدِيرٌ بأَنْ يُقسَمَ عَلَيهِ.
والثَّانيَةُ: أن القَسَمَ مِنْ فصَاحَةِ الكَلَامِ فِي اللُّغةِ العَربيَّةِ، فإِذَا كَانَ مِنْ فَصَاحَةِ الكَلَامِ فالقُرآنُ نَزَل باللُّغةِ العربيَّةِ، فيَكُونُ هَذَا مُطابَقَةً بأُسلُوبِ اللُّغةِ العَربيَّةِ.
وَيرِدُ على هَذَا القَسَمُ بالقُرآنِ: كَيفَ أَقْسَمَ اللهُ بالقُرآنِ مَعَ أنَّهُ لَا يجوزُ القَسَمُ بغَيرِ اللهِ؟
والجَوابُ عَلَى هَذَا: أن القُرآنَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ، لأَنَّهُ كَلَامُ اللهِ، والقَسَمُ يجوزُ باللهِ وبالصِّفةِ مِنْ صِفَاتِهِ، فزَال الإِشْكَالُ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: بيَانُ عظمَةِ القُرآنِ، لأَنَّ اللهَ لَا يُقْسِمُ إلَّا بشَيءٍ عظِيمٍ، بَلْ إِنَّ القَسَمَ نَفْسَهُ -كَمَا قَال مَنْ فسَّرهُ- تأكِيدُ الشَّيءِ بذِكْرِ مُعظَّمٍ بِصِفَةٍ مخصُوصَةٍ بأَحَدِ حُرُوفِ القَسَمِ. وحرُوفُ القَسَمِ ثَلَاثَةٌ: الوَاوُ، البَاءُ، التَّاءُ.

1 / 33