102

تفسير العثيمين: الأنعام

تفسير العثيمين: الأنعام

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الجواب: لا، بل بقي حيًا إلى الأجل المحتوم له، ونصره الله، فدل هذا على أنه ﷺ حق، وشهادة الله كما سبق في التفسير أنها نوعان: قولية وفعلية، فالقولية كما تقدم في قوله تعالى: ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ﴾، والفعلية نصره إياه وتمكينه إياه. الفائدة الثالثة: أن الله ﵎ حاكم بين النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وخصومه لقوله: ﴿شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾. فإن قال قائل: وهل يطلق الشاهد على الحاكم؟ فالجواب: نعم واقرأ قول الله ﷿ في سورة يوسف: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧)﴾ [يوسف: ٢٦، ٢٧]، فقوله: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ﴾، يعني: حكم حاكم؛ لأنه لم يشهد إذ إنه يقول: ﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ﴾ الآية. ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ...﴾ الآية. ثم نقول: الحاكم في الواقع شاهد من وجوه ثلاثة: الوجه الأول: أنه يشهد بأن الحكم كذا وكذا. الوجه الثاني: أنه يشهد على المحكوم عليه بأن الحق عليه. الوجه الثالث: أنه يشهد للمحكوم له بأن الحق له. فالحكم متضمن الشهادة بلا شك، فيصح أن يطلق على الحاكم أنه شاهد. الفائدة الرابعة: أن هذا القرآن موحى إلى الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كله، ليس فيه ولا كلمة ولا حرف غير

1 / 106