فيقولون له انك لتوعدنا واذا لقوا الزبير أرادوه فيأبى وينشد:
متى أنت عن دار بفيحان راحل
وباعثها تحفو عليها الكتائب
فيقولون انك لتوعدنا ثم يلقون عليا (ع) فيسألونه فيأبى ثم ينشد:
لو أن قومي طاوعتني سراتهم
أمرتهم أمرا يدع الأعاديا
فيقولون انك لتوعدنا والله لئن لم تفعل لنقتلنك، قال الشعبي أول من خرج الاشتر النخعي لما امتنع وهرب الوليد بن عقبة وسعد (1)بن أبي وقاص ومروان بن الحكم الى مكة وبها عائشة وأم سلمة وخرج طلحة والزبير أيضا الى مكة فدخلا على أم سلمة وشكوا اليها وقالا أكرهنا وسألاها الخروج فنهتهما وقالت انما تريدان الفتنة فخرجا من عندها فدخلا على عائشة وذكرا لها مثل ذلك وقالا لها تخرجين معنا فنقاتل هذا الرجل فاجابتهما.
وفي الباب حكاية ذكرها صاحب بيت مال العلوم وذكرها أيضا صاحب عقلاء المجانين عن أبي الهذيل العلاف؛ قال: سافرت مع المأمون الى الرقة فبينا أنا أسير في الفرات إذ مررنا بدير فوصف لي فيه مجنون يتكلم بالحكمة فدخلت الدير واذا برجل وسيم نظيف فصيح وهو مقيد فسلمت عليه فرد السلام ثم قال قلبي يحدثني انك لست من أهل هذه المدينة القليل عقول أهلها يعني الرقة قلت نعم أنا من أهل العراق فقال اني اسألك فافهم ما أقول فقلت سل فقال اخبرني عن النبي (ص) هل أوصى؟
قلت لا قال فكيف ولي أبو بكر (رض) مجلسه من غير وصية فقلت اختاره المهاجرون والأنصار ورضي به الناس فقال كيف أجازه المهاجرون وقد قال الزبير بن العوام لا أبايع إلا علي بن أبي طالب وكذا العباس وكيف اختاره الانصار وقد قالت منا أمير ومنكم أمير وولوا سعد بن عبادة يوم السقيفة وقال عمر (رض) اقتلوا سعدا قتله الله وكيف تقول رضي به الناس وقد قال سلمان الفارسي كردي نكردى أي فعلتموها فوجئت عنقه وقال أبو سفيان بن حرب لعلي (ع) مد يدك لأبايعك وان شئت ملأتها خيلا ورجالا ثم قعد بنو هاشم عن بيعة أبي بكر ستة أشهر فأين الاجماع ثم لما ولي أبو بكر الخلافة وحمد الله ثم قال وليتكم ولست بخيركم وكيف يتقدم المفضول على الفاضل.
Страница 63