قالوا بقيت المدينة شاغرة خمسة أيام وأميرها الغافقي يلتمسون من يجيبهم الى القيام بالامر فلا يجدونه فاتى الناس عليا (ع) فاختفى منهم وخرج الى حيطان المدينة وتبرأ من المصريين وباعدهم وطلب الكوفيون الزبير فتباعد منهم وطلب البصريون طلحة فتباعد منهم وتبرأ منهم وأرسلوا الى سعد بن أبي وقاص فتبرأ منهم وقال قد ادخلت فيها ثم اخرجت منها لا حاجة لي فيها ثم تمثل
لا تخلطن الخبيثات بطيبة
اخلع ثيابك وانج عريانا
فلقوا عبد الله بن عمر فسألوه فقال ان لهذا الأمر انتقاضا فاسألوا غيري أو التمسوا غيري فبقوا حيارى لا يدرون ما يصنعون فنادوا يا أهل المدينة قد أجلناكم يومكم هذا فو الله لئن لم تفرغوا لنقتلن غدا عليا وطلحة والزبير وأناسي كثيرا فغشى الناس عليا (ع) وقالوا ترى ما نزل بالإسلام والمسلمين فهلم نبابعك فامتنع فقالوا انك مقتول فبايعوه.
وذكر غير سيف وابن جرير ان الناس اختلفوا الى علي (ع) بعد ما قتل عثمان (رض) أربعين ليلة في المهاجرين والأنصار يسألونه البيعة وهو يقول لا حاجة لي فيها انظروا لهذا الامر غيري ومن تختارونه اكن معكم وهم يقولون ليس له سواك فقال أصلى بكم ويكون مفتاح بيت المال بيدي وليس لي أمر دونكم فرضوا وقال لا أعطي أحدا دون احد درهما قالوا نعم فبايعوه فنزل من المنبر وأعطى كل ذي حق حقه وسكن الناس فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى دخل عليه طلحة والزبير فقالا يا أمير المؤمنين ان عيالنا كثير وأرضنا شديدة، فقال: ألم أشرط انني لا أعطي أحدا دون أحد فقالوا قد لزمتنا نفقات فقال ائتوني باصحابكم فإن رضوا أن اعطيكما دونهم فعلت وان (1)أبيتما فانا أعطيكما من عطائي فأبيا عليه وقالا ائذن لنا في العمرة فقال والله ما تريدان العمرة وانما تريدان الغدرة والفتنة فقالا كلا والله فقال قد اذنت لكما فافعلا ما شئتما وذلك بعد أربعة أشهر من خلافته.
وذكر سيف بن عمر قال كانوا اذا لقوا طلحة عرضوها عليه فيأبى ويتمثل
ومن عجب الايام والدهر انني
بقيت وحيدا لا أمر ولا أحلي
Страница 62