لِمَا هذا سبيله أبيَّةً، وكان يقسم ليله كلَّه أقسامًا، فقسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام.
ولقد نزل به ما نزل بغيره من النكبات التي استكان لها كثير من ذوي المروءات، وخروج عن مألوفات العادات، فلم يُحْفظ عليه أنه خرج عن جميل عادته، ولا طرح المألوف من مروءته) (^١).
قال ابن الجوزي: (كان فقيهًا نَزِهًا متعففًا) (^٢)، وقال: (جمع الإمامةَ والفقه والصدق، وحسن الخلق، والتعبد والتقشف والخشوع، وحسن السّمت، والصمت عما لا يعني) (^٣).
وقال الذهبي: (كان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة … وكان متعففًا، نزه النفس، كبير القدر، ثخين الورع) (^٤).
وكان ينهى عن مخالطة أهل الدنيا، والنظر إليهم، والاجتماع بهم، ويأمر بالاشتغال بالعلم، ومخالطة الصالحين (^٥).
وقال أبو الحسين ﵀: إنه (في سنة إحدى وخمسين
_________
(^١) ينظر: الطبقات (٣/ ٣٦٧ و٣٧٨ و٣٨٠).
(^٢) ينظر: مناقب الإمام أحمد ص ٦٩٣.
(^٣) ينظر: المنتظم (١٦/ ٩٩).
(^٤) ينظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٩٠ و٩١).
(^٥) ينظر: المنهج الأحمد (٢/ ٣٧٣).
1 / 48