ثم ان أهل المدينة اجتمعوا في عدد وحاولوا أن يردوا الباب كما كان لم يستطيعوا ذلك ، فقالوا لأفلح اردد ما نزعت فقال : ردوا علي غضبي آنفا اردده لكم ، ثم إن الإمام رحمه ال رجع إلى المدينة فوجد على بابها المقتلة فهاله ما رأى بسأل عن ذلك فاخبر بما كان من ابن فندين واصحابه فامر بجمع القتلى فجمعوا ، وصلى عليهم رجاء للصلح وطلبا للعافية لعامة المسلمين ثم ان شعيبا لما انهزم القوم هرب إلى مدينة طرابلس ،فاظهر مخالفة الامام والبراءة منه واستقبل الحجاج بذلك ، واتصل ذلك بالربيع رحمه الله وبمن بالمشرق من أهل الدعوة فبرؤوا من شعيب وابن فندين ن ومن قتل معه ، ومن سلك سبيله ، الامن تاب .
وكان الربيع يقول في مجالسه : عبد الوهاب امامنا وتقينا وامام المسلمين ويظهر البراءة ممن خالفه ، فقيل له : كيف تبرأ من شعيب بغير حدث ؟ فقال : أي حدث أعظم من خلافة لعبد الوهاب وبراءته منه ؟ ثم ان بقية اصحاب ابن فندين الذين لم يصابوا يوم قتل عمرت صدورهم ضغائن واحقادا فتنحوا ناحية عن المدينة ، فاجتمعوا بكدية ، فسميت كدية النكار ، وجعلوا يفشون الخلاف والفساد سرا وجهرا ، وفي كل ذلك لم يزل شرهم يعود عليهم ، وبعد ان أهلك الله ابن فندين واصحابه قدم الرسولان بالجاب من فقهاء المشرق مشتملا على ماتقدم ذكره م ولاية عبد الوهاب واستحقاقه الامامه ، وتخطئه ابن فندين واصحابه ، والبراءة منهم .
فزاد ذلك يقينا كل من شرح الله صدره للطاعة ، وحمدا لله على ما وهب له من سلامة دينه ودنياه ، وثبوت عقائدهم على صحة يقينهم .
Страница 58