ثم ان شعيبا خرج من عند الامام قال لابن فندين واصحابه ماذا تنتظرون به فبادروه ورعيته لتظفروا بغفلته وانما قال ذلك استعجلا وخوفا ان يأتي الجواب من المشرق فتكون عليهم الحجة ويفترق عنه أهل الشغب وقد علم ان الصواب ما افتى به أولا ثم رجع عن الصواب حين طمع فيما طمع فيه ، وكان ابن فندين واصحابه يتربصون الدوائر بالمسلمين ، ويتوقعون فرصة ينتهزونها ويترقبون من أهل المدينة غرة يجدونها ، والامام كما ذكرنا قد قد أمر بامساك السلاح رعيته واصحابه ، فهم على ذلك فلما كان ذات يوم خرج الامام لبعض حاجاته ، فبادر يزيد بن فندين واصحابه المدينة ليدخلوها على حي غفلة من أهلها فقامت في المدينة الصيحة فتبادر الناس من كل مكان فخرج افلح بن الامام في سلاحه مبادرا فوجدهم على باب المدينة ، وقد كادوا يدخلونها ، فوقف افلح على الباب واثبت احدى رجليه في صفات الباب( 4) حتى انسلخ جلد قدمه إلى العرقوب وجعل يتقى بدرقته ، حتى لم يجد فيها حصنا يتقى به شيئا ، فرمى بها ، فاقتلع باب المدينة فتترس به ، وعادة يتقى به الطعن ، والضرب ، فتكامل عنده أهل المدينة فوجدوا يزيد بن فندين مقالبلة ، وعلى رأس ابن فندين بيضتان ، وضربه افلح بالسيف فقد البيضتين والرأس ونشب السيف في عمود الباب ، فخر ابن فندين صريعا ، فوجد افلح في يده بعض الشدة حين ضربه فظن ان صلابة في رأس ابن فنديم ، فقال ( ما اقوى رأسك يا بربري يا مشوم ) ولما رءاه اصحابه صريعاص ولوا منهزمين ، فقتل منهم جماعة كثيرة فكان عدد القتلى اثنى عشر ألفا فعثر بهم شؤمهم أول مرة في هلاك هذا العدد الكثير . وبلغنا ان دم قتلاهم سالت على باب المدينة كالسيل لكثرتهم .
Страница 57