============================================================
والتزمه وقال: أحب أن لا تخرج من البلد حتى أعلم السلطان ويأتي جوابه، فقال له العائدي؛ نعم إن شاء الله تعالى، فجاء إلى الشيخ سفيان وكان بينهما صحبة فشكره العائدي على ما فعل وقال له: قلعت حجرا من طريق المسلمين، ثم خرج به يمشي معه حتى بلغا باب السجن، فقال العائدي للسجان: قيده. فمد الفقيه سفيان رجله فقيده وبقي في الحبس أياما إن شاء ترك القيد في رجله، وإن شاء طرحه، فلما جاء يوم الجمعة رمى بالقيد وذهب إلى الجامع، فدخل حتى وصل قريبا من الأمير، ثم نظر إلى الناس وقال أصلي على هؤلاء الموق أربع تكبيرات، فلما انقضت الصلاة رجع إلى الحبس وأقام فيه حتى أت جواب السلطان يقول أطلقوه، فنحن نطلب منه السلامة، فقد كان قبل هذا أدعى أن البلاد بلاده، وأن الملك له دوتنا فخرج من الحبس ولم يكن للسلطان ولا لأحد عليه سلطان وقد كان جرى له مع السلطان قصة وهو في لحج فدخل على السلطان من غير إذن وقال له: أخرج من بلادي وإلى هذا أشار السلطان في جوابه.
ومما اتفق له أيضا أنه قال ليهودي مرة: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وإلا قصيت رأس هذا القلم، وأشار إلى قلم كسان في يده، فكره اليهودي أن يقول ذلك، بل قال قصه وما علي منه فقص الفقيه رأس القلم بسكين كانت معه، وإذا برأس اليهودي مقصوص يتدحرج على الأرض ومما يروى من كراماته أنه وصل مرة إلى قرية المخادر، فلما علم به أهل القرية خرجوا للقائه، وكان الفقيه علي بن أبي بكر التباعي يومثذ هو المشار إليه في القرية بالعلم والصلاح، فلم يخرج فيمن خرج فلما اجتمع الفقيه سفيان بأهل القرية، سأهم عن الفقيه علي فقالوا: بلغه أنك تقول بالسماع مع الصوفية وهو يكره ذلك، فقال هم: اذهبوا إليه وخيروه، إما أن يلقانا وعلينا حصول المطر، وإلا وصلنا إلى بيته وعليه حصول المطر، وكان الناس حينئذ محتاجين إلى المطر حاجة شديدة، فلما بلغ الرسول إلى الفقيه علي بذلك بكى وقال: والله ما أنا أهل لذلك وخرج مسرعا إليه، فلما تسالما، ما لبثوا غير ساعة حتى وقع المطر 147
Страница 147