146

============================================================

تعالى، والشيخ سعيد المذكور هو صاحب القصة التي تقدم ذكرها في ترجمة الشيخ أحمد بن الجعد، وهي مما تدل على كراماته وتصرفه وكمال ولايته، وكانت وفاته فيما بين الستين والسبعين وستمائة، وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك نفع الله به امين.

أبو محمد سفيان بن عبد الله الأبيني كان فقيها عالما فاضلا عارفا، اشتغل في بدايته بالعلم اشتغالا كليا، فسمع ذات يوم قائلا يقول له: إن أردتنا فاترك القولين والوجهين، فترك ذلك واشتغل بالله تعالى حتى ظهرت عليه علامات القبول، واشتهرت عنه كرامات خارقة.

من ذلك ما روي آنه كان في مدينة عدن رجل يهودي قد ولاه السلطان بعض الولايات الكبار حتى كان جماعة من المسلمين يقومون بين يديه ويمشون تحت ركابه، فيلغ ذلك الشيخ سفيان فتعب لذلك، وهو يومئذ في حال الرياضة والتجرد، فجاء إليه في زي فقير، فراه جالسا على كرسي وجماعة من المسلمين عنده قيام في خدمته، فقال له: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فصاح اليهودي واستغات بجنده فلم يقدروا أن يفعلوا شيئا، فأعاد عليه الشهادة ثانية وثالثة، وهو في جميع ذلك يستغيت بأصحابه وهم لا يقدرون على شيء، ثم بعد الثالثة أخذ الشيخ بجمة اليهودي وأخذ سكينا كانت معه وقال: بسم الله والله أكبر وذبحه ثم رجع إلى مكانه، وكان يقعد في الجامع، فلما بلغ الخبر أمير البلد قال لغلمانه: اثتوني به، فلما وصلوا إلى الجامع ما قدروا أن يصلوا إليه، فرجعوا إلى الأمير وأعلموه بذلك، فركب في عسكره حتى بلغ باب الجامع، فلم يقدر أحد منهم أن يدخل الجامع، فضلا عن أن يصل إليه بسء، فعرف الأمير أنها كرامة، وأته محمي من الله تعالى، فرجع وبقي خائفا من السلطان لكون البلد في عهدته، فاستشار أهل العقل والرأى في ذلك فقالوا: هؤلاء الأولياء ما لهم إلا من هو منهم، وثم في مدينة لحج رجل من الأولياء يقال له العائدي فاستعن به عليه، فأرسل إليه، فلهما وصله أعلمه بالقصة 146

Страница 146