لقد أصبح عدد الولايات المتحدة عشرة أضعافه في مائة سنة، وأصبح عدد الروس أربعة أضعافه، وعدد الإنجليز واليابانيين ثلاثة أضعافه، وعدد الألمان ضعفين ونصفا، وعدد الفرنسيين أضيف إليه ربعه وهو أقل الزيادات.
ومع ازديادهم تركد الصين فلا تزيد بل تنقص، فلو نظرنا إلى تاريخنا علمنا أن زيادتنا في العصور الماضية كفلت لنا البقاء وأزالت أبناء الصين البدائيين من عشائر المياسو والياؤس واللاؤس والتنج وغيرهم، وقد كان العكس هو الخليق أن يصيبنا لو كانت الزيادة في جانبهم والنقص في جانبنا، فلا ضمان لوجودنا بهذه الحالة إذا دامت سيادة الأجانب علينا ودام الضغط عليهم من زيادة النسل على مدى الأجيال.
هذه القوارع عالقة على رءوسنا وعلينا أن نفهم الأمر الواقع وندرك الخطر الداهم، وأن نذيع بيانه حتى لا يبقى من يجهله ومن يخفى عليه ما يهدد الصين وما يعترض سلامتها من المصاعب، وحري بالسائلين وقد علموها أن يسألوا: وماذا عسى أن نصنع؟ والجواب أن الحيوان المحرج تبقى فيه بقية للنضال، ونحن فينا هذه البقية للنضال، وسنقوى عليه يوم نعلم أنها معركة موت وحياة وأنه مهرب واحد لا مهرب لنا سواه، وإنما نقوى على النضال كلما حومت على رءوسنا مخاطر الفناء.
يقول الأجانب: إن الصين صفحة رمل محلول ... وقولهم في وجهة الشعور الوطني صحيح، فما كانت لنا قط وحدة وطنية، فهل ترانا نعوذ بوحدة أخرى؟ نعم، لدينا أواصر الأسرة ووشائج القبيلة، وإنها من طبائعنا لفي قرار عميق، فإذا اتسع نطاق العصبية في القبيلة حلت عصبية الوطن محل عصبية الغيرة ، وحنين الصيني إلى مولده ومسقط رأسه شعور مكين يقام عليه صرح شامخ من شعور الوطنية على أوسع نطاق ... ... هذا الجانب الإيجابي هو أحد الجانبين اللذين يعتمد عليهما في مقاومة القوة الأجنبية، وفحواه إيقاظ الروح الوطنية وحل مشكلات الحرية والمعيشة، وهناك الجانب السلبي الذي نعتمد عليه في هذه المقاومة، فلا تعاون مع الأجنبي ولا وناء عن المقاومة السلبية، وتلك هي أسلحتنا لإضعاف الاستعمار والذود عن الديار واتقاء الدمار والبوار.
وسوف تسعد أمتنا وتبقى كلما تضافرت جهودها على هذا المسعى، فأما إذا تخلفت عنه فلا أمان ولا نجاة. (7) مبدأ الديمقراطية من محاضرات كانتون سنة 1924
ما هي سيادة الأمة؟ لأجل تعريف هذه السيادة ينبغي أن نعرف قبل ذلك ما هي الأمة، فكل جماعة إنسانية متحدة منتظمة تسمى أمة، أما السيادة فهي سلطان ينبسط على أرض الحكومة.
والحكومات صاحبة القوة العظمى في العصر الحاضر يسميها الصينيون بالحكومات القوية، وتسمى في اللغات الأجنبية بالدول
.
والقوى الآلية يسميها الصينيون بقوة الحصان، وتسمى في اللغات الأجنبية بطاقة الحصان، فالقوة والطاقة مترادفتان.
والقوة التي تتمكن من تنفيذ الأوامر وتنظيم الشئون العامة هي السيادة، فإذا اقترنت السيادة والأمة فتلك هي قوة الأمة السياسية.
Неизвестная страница