(والغرض من ذلك أمران) ( أحدهما النفس) : وهو صحة العقل رجودته والعمل به . (والآخر البدن) : وهو صحة البدن و البنية وكمال الأعضاء ربعض الحس . فليس مع سقم البدن وفساد العقل نحابة أصلا . ( الثاني من طريق الطبع) : وهو الخالق تعالى لما جعل الناس يموتون وقسدر بقساء الدنيا إلى رقت ما جعلهم يتناسلون ، وجعل التناسل من شيء ويجتمع فيه الحرارة والرطوبة ، فأما الحرارة فلأن النشوء والنماء والحركة لا تكون إلابها (وأما الرطوبة) : فلأن الإنطباع والتصوير على اختلاف مقاديره وأشكاله لا يكون إلا فيها . وليس الرطوبة مع الحرارة ثبات ولا بقاء لأن الحرارة تحللها وتتفيها، فلما كان كل واحد من كل منهما في بدن واحدمقدار القوة التي يكون منها الولد من ذكر وأنثى ، لأن الحرارة في الذكر أكثر ، والرطوبة في الأنثى أكثر ، فإذا ألقى الذكر في الأنثى من الحرارة ما قدر الباري - عز وجل- أن يكون من مثله الولد ، استمدت تلك الحرارة من رطوبة الأنثى مايكون منه تمام الخلقة بقدرة الله تعالى وتقدس .
(وليس ينبغي أن يكون قصد الرجل من المرأة ) (لا حسبا) : لكونه يدعو صاحبه إلى الإتكال عليه ويترك كثيرا مما يزينه . (ولا مالا) : لكونه ييطر الرجل ويفسد ماله ، هذا مع فضيلة الرجل فما ظنك بالمرأة ونقصانها .
{ولا جمالا) : لكثرة من يرمقه ببصره فيكون سبيا لفساد صاحبه . فإنه : متى قصد واحد امن هذه وكان موجودا عند السمرأة رأت أنه قد ظفر ببغيته منها و لم ييق عليها شيء تتقرب به إليه فقصرت في تدبير منزله الذي أرادها له ، وفسد حاله { وينبغي أن يستعمل صاحب المرأة هذه الأحوال الستة وهي هذه ) {الأولي) : أن بيدأ فيفهمها أنه لم يردها للولد دون العناية بمنزله وتدبيره . (الثانية) : أن يأمرها بحفظ منزله في حضوره وغيبته ، رصحته ومرضه وسائر أحواله .
Страница 78