Сулафа аль-Каср
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
فراجعه بقوله
أتت كي تداوي بالسلام عليلًا ... فقلت سلام لا عدمت مثيلا
هي الشمس لاحت في صباح صحائف ... هي البدر نالت من مدادك نيلا
هي الخمر في أفعالها بعقولنا ... على السحر قد زادت به تمثيلا
إذا أنشدت فالطرف عند نشيدها ... عن السمع يهوى أن يكون بديلا
ترجلت الركبان عند سماعها ... وقالوا أعدها لا عدمت خليلا
وساق بها العيس الحداة تشوّقًا ... إليه وساروا بكرة وأصيلا
فلا عجب إن عظمت لجلالة ... ونظم جليل أن يكون جليلا
فقد صاغها من نال كل فضيلة ... بباع له في الفضل دام طويلا
وذاك نظام الدين أحمد الذي ... أنار لطرف المكرمات سبيلا
هو السيد المفضال والسيد الذي ... يريك فراتًا من نداه ونيلا
له النسب الوضاح والرتبة التي ... غدا دوها طرف الحسود كليلا
إذا غاص في بحر المداد يراعه ... أفادك درًّا بالغناء كفيلا
له همة لو حاولت زحلًا على ... مكانته القصوى أتاه ذليلا
له شيم لو خالط البحر بعضها ... لا شفي صدا قلب وبل غليلا
إذا قلت هذا من أكابر هاشم ... كفتني سجاياه عليه دليلا
ومن رقيق شعره قوله
ما شمت برقًا سرى في جنح معتكر ... إلاّ تذكرت برق المبسم المعطر
ولا صبوت إلى خل أسامره ... إلاّ بكيت زمان اللهو والسمر
شلت يد للنوى ما كان ضائرها ... لو غادرتنا نقضي العيش بالوطر
في خلسة من ليالي الوصل مسرعة ... كأنما هي بين الوهن والسحر
لا نرقب النجم من فقد النديم ولا ... نستعجل الخطو من خوف ومن حذر
وأهيف القدّ ساقينا براحته ... كأنه صنم في هيكل البشر
منعمين وشمل الأنس منتظم ... يربو على نظم عقد فاخر الدرر
فما انتهينا لأمر قد ألمّ بنا ... إلاّ وبدّل ذاك الصفو بالكدر
لا در در زمان راح مختلسًا ... من بيننا قمرًا ناهيك من قمر
غزال انس تجلى في حلى بشر ... وبدر حسن تجلى في دجى الشعر
وغصن بان تثنى في نقا كفل ... لا غصن بأن تثنى في نقا المدر
كأن ليلى نهاري بعد فرقته ... ما أقاسي به من شدة السهر
يا ليت شعري هل حالت محاسنه ... وهل تغير ما باللحظ من حور
فإن تكن بجنان الخلد مبتهجًا ... فاذكر معنىّ الأماني ضائع الخطر
وإن تأنست بالحور الحسان فلا ... تنس الليالي التي سرّت مع القصر
وقوله أيضًا
كيف أسلو من مهجتي في يديه ... وفؤادي وإن رحلت لديه
إن طلبت الشفاء من شفتيه ... جاد لي بالسقام من جفنيه
إن حلف السهاد عين رأته ... وجنت ورد جنتي خديه
كلما رمت سلوة قال قلبي ... لا تلمني على العكوف عليه
لست وحدي متيمًا في هواه ... كل أهل الغرام تصبو إليه
وهذه ملح اخترتها من مقاطيعه التي سماها لآلىء الجوهري فمنها قوله
كيف يرجو العمر فانٍ بالله من قد ... قيدت الذنوب طول حياته
لا لعمري أم كيف يشرق قلب ... صور الكائنات في مرآته
ومنها قوله أيضًا
إذا مضت الأوقات من غير طاعة ... ولم يك محزونًا فذا أعظم الخطب
علامة موت القلب أن لا ترى به ... حراكًا إلى التقوى وميلًا عن الذنب
وقوله أيضًا
في المنع والاعطاء كن شاكرًا ... واستقبل الكل بوجه الرضا
فالخير للعارف فيما جرى ... ورب منع كان عين العطا
وقوله
لا تجهلن قدرًا لنفسك إنها ... علوية ترقى لما شبهها
والنفس كالمرآة يصقلها التقى ... قسرًا ويظلم بالمعاصي وجهها
وقوله
1 / 120