165

فهتف عبد الرحيم عيسى: ولا في الجنة! ... (ثم متراجعا) ... لكننا يا أولاد الحرام بصدد حديث التوبة!

فقال علي مهران: مهلا يا باشا، لقد أخبرتني يوما عن الصوفي الذي تاب سبعين مرة، أليس معنى هذا أنه أذنب سبعين مرة؟

فقال رضوان: أو مائة مرة!

فقال علي مهران: أنا راض بسبعين!

فتساءل الباشا ووجهه يتهلل بشرا: وهل في العمر بقية؟ - ربنا يطول عمرك يا باشا، طمئنا وقل إنها التوبة الأولى! - والأخيرة! - فشر! إذا تحديتني فسوف أستقبلك حين العودة من الحج بقمر ولا كل الأقمار ثم ننظر ماذا يكون من أمرك!

فقال الباشا باسما: ستكون النتيجة مثل وجهك يا بوز الإخص، أنت شيطان يا مهران، شيطان لا غنى للإنسان عنه ... - أحمد الله على ذلك ...

رضوان وحلمي في وقت واحد تقريبا: ونحمده عليه ...

فقال الباشا في خيلاء وسرور: أنتم أنسي، ما الحياة بدون المودة والصداقة؟ الحياة جميلة، الجمال جميل، الطرب جميل، العفو جميل، أنتم شباب وتنظرون إلى الدنيا من زاوية خاصة، وسوف يعلمكم العمر الكثير، إني أحبكم وأحب الدنيا، وإن زيارتي لبيت الله للشكر والاعتذار وطلب الهداية ...

فقال رضوان باسما: ما أجمل منظرك، إنك تقطر صفاء!

فقال علي مهران بمكر: ولكن حركة صغيرة تجعله يقطر أشياء أخرى، حقا يا باشا إنك معلم الجيل! - وأنت إبليس نفسه يا ابن الهرمة! اللهم إني إذا قدمت يوما للحساب فسأشير إليك وكفى! - أنا ! مظلوم والله ، لست إلا عبدا مأمورا! - بل أنت شيطان ... - ولكن لا غنى لإنسان عنه؟!

Неизвестная страница