فإن ظن ظان أن التى تكون بحسب الاسم المشترك هى بجهة ما تبكيت، فإن المجيب ليس يخلص من التبكيت. وقد يضطر فى الأمور المحسوسة إلى أن يرفع الاسم الذى وضع، ويضع الذى رفع. فليس ينتفع بتقويم بعض الناس لهذا المعنى: وذلك أنهم ليس يقولون إن قوريسقوس موسيقاروليس بموسيقار، لكن أن قوريسقوس هذا: موسيقار، وقوريسقوس هذا: ليس بموسيقار. 〈ولا تنحل الصعوبة بهذا〉، وذلك أن قوريسقوس هذا وقوريسقوس هذا هما جميعا فى الحد شىء واحد بعينه. 〈و〉ما نحمله ئعلى ذاك يكون على الإطلاق، فشنع أن نزيد فيما نحمل على الآخر أنه فى شىء أو أنه لشىء، فإنه ليس يوجد للآخر شىء زائد؛ وذلك أنهما ليس يختلفان بشىء ألبتة.
ولكن من قبل أنه غير معلوم ما الذى بكت أو لم يبكت، لأن المراء لم يحدد، وقد أخبرت لنا قسمة الألفاظ، فضاهر أن الذى يجيب من غير أن يحدد، بل على الإطلاق، فقد أخطأ، فإذن وإن لم يكن هو، بل القول نفسه، يكون شبيها بالذى قد بكت. وقد يعرض لكثرة ما يسأل على جهة المراء لإيصال ما يورد علينا مما يجرى هذا المجرى أن نتكاسل عن القسمة حتى لا يعترض فى جميعها، فيظن بنا التعسر فى التسليم ومرارا كثيرة؛ وهم لا يشعرون أيضا أن من هذه يكون قياس يلزمهم خلاف الرأى المشهور.
Страница 904