Серия вершин для людей с высоким стремлением
سلسلة القمم لأهل الهمم
Жанры
محمد ﷺ داعية
يقول تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:٦٠] ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة:١٨٦] ويقول ﷺ: ﴿الدعاء هو العبادة﴾ ويقول: ﴿من لم يسأل الله يغضب عليه﴾ وكان ﵊ يلهج بدعاء ربه في كل حالاته، قد فوض أمره لمولاه، وأكثر الإلحاح على خالقه، يناشده رحمته وعفوه، ويطلب بره وكرمه، وكان يختار جوامع الدعاء الكامل الشامل، كقوله: ﴿اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾ وقوله: ﴿اللهم إني أسألك العفو والعافية﴾.
وكان يكرر الدعاء ثلاثًا، ويبدأ بالثناء على ربه، وكان يستقبل القبلة عند دعائه، وربما توضأ قبل الدعاء، وكان يعلم الأمة أدب الدعاء، كالبداية بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله، ودعاء الله بأسمائه الحسنى، والإلحاح في الدعاء، وتوخي أوقات الإجابة كأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعةٍ من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وفي حالات السجود والصوم والسفر، ودعوة الوالد لولده.
وكان ﵊ وقت الأزمات يلح على ربه ويناشده ويكرر السؤال مع تمام الذل والخوف والحب وحسن الظن، وتمام الرجاء، كما فعل يوم بدر ويوم الخندق ويوم عرفة، وكان الله يجيب دعوته ويلبي طلبه، كما حصل له على المنبر يوم استسقى فنزل الغيث مباشرة، ويوم شق له القمر، وبارك له في الطعام والمال، ونصره في حروبه، ورفع دينه، وأيد حزبه، وخذل أعداءه، وكبت خصومه، حتى حقق الله له مقاصده، وأكرم مثواه، وجعل العاقبة له ﷺ.
2 / 12