Серия вершин для людей с высоким стремлением
سلسلة القمم لأهل الهمم
Жанры
أئمة هذا الزمان
ومنهم مجدد الإسلام في هذا الزمان، الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي جدد الله به دينه، ونصر به شرعه، وأعلى به كلمته، وهو الذي دعا إلى التوحيد، وهزم الأوثان، وأزال الشركيات، وصحح المعتقد، وجاهد في الله حق جهاده بعزمٍ أمضى من السيف، وهمةٍ أقوى من الدهر، وصبرٍ عظيم، وإخلاصٍ وتضحية، حتى رفع الله محله، وأعلى قدره، ورفع ذكره، وكبت أعداءه، فاستحق كلمة الثناء، ومنزلة الإمامة، ورتبة الربانية.
وممن عاصرنا ورأينا وجالسنا وعرفنا سماحة الإمام العالم العامل الشيخ عبد العزيز بن باز، جامع الميميات الثلاث ميم العلم وميم الحلم وميم الكرم، كان إمامًا في السنة على هدي السلف، محدثًا فقيهًا عالمًا مربيًا، رفيقًا بالناس، رحيمًا متواضعًا صبورًا، يقوم بأعمالٍ يعجز عنها نفرٌ من الرجال، فكان يعلم ويفتي، ويراجع الكتب، ويرسل الرسائل للآفاق، ويشفع، ويضيف، وينصح، ويعظ، ويحاضر، ويحضر المؤتمرات، مع زهدٍ وخلقٍ وسماحةٍ وذكرٍ وتهجدٍ وصدقات، وإصلاحٍ بين الناس، وأمرٍ بمعروف، ونهيٍ عن منكر، وصبرٍ على أذى، وشفقة على المساكين، ورحمة بالفقراء، وحبٍ لطلبة العلم.
ولا ننسى الإمام الفقيه العلامة الزاهد محمد بن عثيمين، كان فقيهًا ذكيًا ألمعيًا عالمًا، علم وأفتى، ودرس بصبرٍ وحكمةٍ ورفق، وأتقن عدة فنون شرعية، وواصل التعليم والإفتاء حتى طبق اسمه الآفاق، مع صدوفٍ عن المناصب، وزهدٍ في المراتب، وإعراضٍ عن الدنيا، وترك طلابًا نجباء، وكتبًا هي قرة عيون العلماء، صحةً في المعتقد، وقوةً في الحجة، وجمالًا في الأسلوب.
وكذلك محدث العصر، وعلامة السنة في زمانه، محمد بن ناصر الدين الألباني، صاحب المصنفات المشهورة، والرسائل النافعة، قضى عمره كله ليله ونهاره في خدمة السنة، تصحيحًا وتضعيفًا وجرحًا وتعديلًا، وكان على هدي السلف، مع اهتمام بشئون المسلمين وقضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها.
ومحمد الأمين الشنقيطي، الإمام الحافظ الأصولي المفسر النظار اللغوي، حافظ وقته، كان يلقي الدرس ارتجالًا فيأتي بالعجب العجاب، لجودة ذهنه، وصفاء خاطره، وقوة حفظه، حتى انبهر منه العلماء، وصار مضرب المثل للأذكياء.
1 / 10