فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا نفعا يُمكنهُ جذبه إِلَى نَفسه ويصادف فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا مَوضِع رياضة لنَفسِهِ وَهُوَ إِنَّه يحتال للتمسك بذلك الْأَمر الْمَحْمُود الَّذِي يلقاه إِن وجد السَّبِيل إِلَى التَّمَسُّك بِهِ أَو يتشبه بالتمسك بِهِ بِقدر طاقته إِن أعوزه ذَلِك أَو يحسن ذَلِك الْأَمر عِنْد نَفسه وينبهها على فضيلته وَيُوجب عَلَيْهَا التَّمَسُّك بِهِ مَتى مَا وجد الفرصة لذَلِك وَهُوَ لَا شكّ وَاجِد السَّبِيل إِلَى هَذِه الثَّلَاث
وَإِذا تلقها الْأَمر المذموم فليجتهد فِي التَّحَرُّز مِنْهُ والاجتناب عَنهُ وَإِن لم يجد إِلَى ذَلِك سَبِيلا وَهُوَ وَاقع فِيهِ فليبالغ فِي نَفْيه عَن نَفسه بغاية مَا أمكنه وَإِن لم يُمكنهُ التبرؤ مِنْهُ فليعزم على نَفسه إِذا تيَسّر لَهُ الْخَلَاص مِنْهُ لَا يعود إِلَى أشباهة وليقبح إِلَى نَفسه دواعي ذَلِك الْأَمر ولينتبهها على الِاعْتِبَار بِمن نالهم مضار مثلهَا فقد ظهر إِن الْمَرْء يُصَادف فِي جَمِيع أَحْوَاله دقها وجلها خَيرهَا وشرها مَوضِع الرياضة لنَفسِهِ
1 / 10