نزاع غَالب
فنزاع الْقُوَّة البهيمية نَحْو مصادفة اللَّذَّات العاجلة الشهوانية مثل أَنْوَاع الْغذَاء وأنواع الاستفراغات وأنواع الاستراحات
ونزاع الْقُوَّة النطقية نَحْو الْأُمُور المحمودة العواقب مثل أَنْوَاع الْعُلُوم وأنواع الْأَفْعَال الَّتِي تَجِد العواقب المحمودة
فَأول مَا ينشأ الْإِنْسَان فِي حيّز الْبَهَائِم إِلَى أَن يتَوَلَّد فِيهِ الْعقل أَولا فأولا وتقوى فِيهِ الْقُوَّة الناطقة فالقوة البهيمية إِذن أغلب عَلَيْهِ وكل مَا كَانَ أقوى وأغلب فالحاجة إِلَى إخماده وتوهينه وَأخذ الأهبة والاستعداد لَهُ أَشد وألزم
فَوَاجِب على كل من يروم نيل الْفَاضِل أَن لَا يتغافل عَن تيقيظ نَفسه فِي كل وَقت وتحريضها على مَا هُوَ أصلح لَهُ وَأَن لَا يهملها سَاعَة فَإِنَّهُ مَتى مَا أهملها وَهِي حَيَّة والحي متحرك لَا بُد من أَن تتحرك نَحْو الطّرف الآخر الَّذِي هُوَ البهيمي وَإِذا تحركت نَحوه تشبثت بِبَعْض مِنْهُ حَتَّى إِذا أَرَادَ ردهَا عَمَّا تحركت إِلَيْهِ لحقه من النصب أَضْعَاف مَا كَانَ يلْحقهُ لَو لم يهملها ويعطل وقته الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَن يحصل فِيهِ فَضِيلَة لاشتغاله بالاحتيال لردها عَمَّا تحركت نَحوه وفاتته تِلْكَ الْفَضِيلَة
الْمَرْء بَين حَالين
ونقول أَيْضا إِن الْمَرْء لَا يَخْلُو فِي جَمِيع تَصَرُّفَاته من أَن يلقى أمرا مَحْمُودًا أَو أمرا مذموما وَله فِي كل وَاحِد من الْأَمريْنِ فَائِدَة إِن استفادها ويجد
1 / 9