فقد بان من هذا أن وقت الحاجة ليس هو غرضا ثالثا من غير جنس الغرضين الأولين، إلا أنا قد نستعمله على طريق التعليم كثيرا للعلة التى وصفنا.
[chapter 24]
ولما كانت أسباب للصحة التى كلامنا فيها، وسائر أسباب الصحة إنما قوامها بهذين الغرضين فقد ينبغى أن نرجع إلى تلك الأسباب فنجدها فيها، فأقول:
إنه إذا كان البدن على أفضل الهيئات، ثم كان الهواء الذى يلقاه معتدلا، فالذى يوافقه الاعتدال الصحيح من السكون، والحركة، والنوم، واليقظة، وما يتناول، وما ينبعث، وسائر ما ذكرنا قبل. وإذا كان البدن على تلك الهيئة، ثم تميل تلك الأشياء الأخر عن الاعتدال إلى خلاف الجهة التى مال إليها الهواء بقدر ما زال الهواء عن الاعتدال. وينبغى أن تجعل غرضك فى الاعتدال: أما فى الهواء فألا يقشعر البدن لبرده، ولا يعرق لحره. وأما فى الرياضة فأن تأمر بالراحة حين يبتدئ البدن يعي. وأما فى الأطعمة فصحة الاستمرار، واعتدال البراز فى مقداره، وحاله.
Страница 119