تبكي؟ قال قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكني أبكي عليك، قال فدعا عليه رسول الله ﷺ فقال: " اللهم اكفناه بما شئت" فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض ووثب عنها وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله ﷿ أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله ﷺ: " لا حاجة لي فيها" قال: ودعا له رسول الله ﷺ فأطلق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله ﷺ وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس فخرجوا في الطرق وعلى الأناجير واشتد الخدم والصبيان في الطريق: الله أكبر جاء رسول الله ﷺ جاء محمد قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه قال فقال رسول الله ﷺ: "أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك" فلما أصبح غدا حيث أمر.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا: ما فعل رسول الله ﷺ قال: هو على اثري ثم قدم رسول الله ﷺ ومعه أبو بكر قال البراء: ولم يقدم رسول الله ﷺ حتى قرأت سورا من المفصل. أخرجاه في الصحيحين.
وعن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت لرسول الله ﷺ ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال أبا بكر: " ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " ١ أخرجاه في الصحيحين.
حديث أم معبد٢.
عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله ﷺ لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أُرَيْقِط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة جلدة برزة تحتبي وتقعد بفناء الخيمة تسقي وتطعم فسألوها تمرا ولحما يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك فإذا القوم مرملون مسنتون فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله ﷺ إلى شاة في كسر الخيمة فقال:
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة حديث ٣٦٥٣. باب ٢. مناقب المهاجرين وفضلهم ومسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث ٢٣٨١. باب ١. من فضائل أبي بكر الصديق ﵁.
٢ صحيح: أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/٩. والتبريزي في مشكاة المصابيح رقم ٥٩٤٣. وابن سعد في الطبقات الكبرى ١/١٥٥. والبيهقي في دلائل النبوة ٢٠٤.
1 / 55