في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله ﷺ: الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا"فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى رسول الله ﷺ أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدًا وطفق رسول الله ﷺ ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول:
"هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر"
ويقول:
"اللهم إن الأجر أجر الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة"
فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي.
قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله. ﷺ تمثل ببت شعرٍ تام غير هذه الأبيات١. انفرد باخراجه البخاري.
وعن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما قال فقال أبو بكر مر البراء فليحمله إلى منزلي فقال لا حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله. ﷺ وأنت معه قال فقال أبو بكر خرجنا فادلجنا فاجتثثنا يومنا وليلنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل نرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فأويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله. ﷺ وفرشت له فروة وقلت اضجع يا رسول الله. ﷺ فاضجع ثم خرجت انظر هل أرى أحدًا من الطلب فإذا أنا براعي غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قال قلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة منها ثم امرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي أدواة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت على القدح حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله فوافيته وقد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت هل أنى الرحيل فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ حتى إذا دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت فقال: لماذا
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار حديث ٣٩٠٦. باب ٤٥. هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة وأحمد في المسند حديث ١٧٥٢١.
1 / 54