قدر ما يواري أصابعه فأمر أصحابه أن يتوضؤا. فوضع كفه في الماء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه، حتى توضأ القوم قال: فقلنا لأنس: كم كنتم؟ قال: كنا ثلاثمائة١. أخرجاه في الصحيحين.
وعن جابر قال: عطش الناس يوم الحديبة ورسول الله ﷺ بين يديه ركوة، فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله ﷺ: "ما لكم؟ " قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ما نتوضأ به ولا نشرب ماء إلا في ركوتك فوضع النبي ﷺ يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون. قال: فشربنا وتوضأنا، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة٢. أخرجاه في الصحيحين.
وعن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله ﷺ فبينا رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة إذ قام أعرابي فقال: يا رسول الله ﷺ هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا. فرفع رسول الله ﷺ يديه وما في السماء قزعة فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحدر على لحيته. قال فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال، ادع الله لنا. فرفع رسول الله ﷺ يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا" قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة، حتى سال الوادي وادي قناة شهرًا فلم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود٣، أخرجاه في الصحيحين.
وعن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم عليه النبي ﷺ فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه٤ رواه البخاري.
وقد روى محمد بن سعد عن أشياخ له أن قريشًا لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا إليهم رسول الله ﷺ وكانوا تكاتبوا أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين، ثم أطلع الله نبيه على
_________
١ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث ٣٥٧٢. باب ٢٥. علامات النبوة في الإسلام.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث ٣٥٧٦. باب ٢٥. علامات النبوة في الإسلام.
٣ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث ٣٥٨٢. باب ٢٥. علامات النبوة ومسلم أيضا.
٤ صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث ٣٥٨٥. باب ٢٥. علامات النبوة في الإسلام.
1 / 40