Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
فحدق برنار في وجه لارنودي مدهوشا، وقال: أتتجرءون على مهاجمة الدوق دي جيز والكردينال دي لورين؟ - ولماذا لا نفعل؟ - إنهما عمان للملكة ماري. - إن ماري ستوارت امرأة أجنبية، أما زوجها فرنسوا فهو مجرد من الإرادة، وقد انتزعت السلطة من أيدي أمرائنا الشرعيين، فمن واجبات أشراف الفرنساويين أن يقاتلوا في سبيل إعادة السلطة إلى أمرائنا.
فلم يجب برنار . ومما لا ريب فيه أنه كان يحب مذهبه ويفضله على سائر المذاهب، إلا أنه أكبر تلك المؤامرة وخاف منها؛ لأنه كان رجلا مسالما ذا ثروة كبيرة، فبات يسأل نفسه عما يصيبه ويصيب زوجته مرسلين، ووظيفته في مجلس النواب، وأملاكه إذا خسر الثائرون أو المتعصبون، أو إذا علم الدوق دي جيز بأن لارنودي بات ليلة في منزله، وزاره فيه خفية شخص مجهول. ولم يفكر برنار في الاستعلام عن اسم ذلك الشخص المجهول؛ لأنه يعلم أنه لا بد أن يكون عدوا للدوق دي جيز، أو هو شريف من رجال البلاط لا يروم أن يراه أحد في باريس، في حين أنه يظن موجودا في طوران. فلما نهض لارنودي قال لبرنار: إني ذاهب لأبحث عن الشخص الذي يجب علي الاجتماع به عندك، فلا تدع أحدا يقف أمامه أو يبصره عند مروره. فهل فهمت؟
فأحس برنار بالرعدة تسري في عروقه، وفكر يقول: ويحي لقد صرت من المتآمرين على السلطة الحاكمة دون أن أروم ذلك، وهذا بيتي صار ملجأ لزعماء المؤامرة، ويلاه، لو درى مسيو دي جيز بذلك!
الفصل الخامس
غرام وسياسة
وفيما كان برنار أفنيل يرتعد من مجره تفكره في إغضاب آل جيز ومعاداته إياهم، أبصرت زوجته مرسلين الفتى جاليو دي نرساك يتمشى تحت نافذة غرفتها وهو لابس أفخر ملابسه، متقلد خنجرا، يختال عجبا كأنه قائد الحراس، فاحمر وجه مرسلين، وأشارت إليه تحييه. ثم نزلت إلى غرفة المائدة فألفت زوجها حائرا لا يدري كيف يفعل، واستشار امرأته كعادته فصاحت، أيزور بيتك أحد المتآمرين، وتدع القوم يتفاوضون عندك في أمر يضر بالدولة؟ ألا إن في ذلك إضرارا بك من كل وجه، وقد يودي بحياتنا معا، فحذار!
فقال بصوت الخاضع الذليل: إذن ما رأيك؟
قالت: أين الكردينال دي لورين اليوم، أفي باريس؟
أجاب: نعم، وأظنه لم يرجع إلى البلاط.
قالت: اذهب واجتمع به؛ لأنه يريد لك الخير برغم مذهبك السيئ، وأطلعه على المؤامرة، فتنقذ أملاكنا من الخراب، وتنقذ نفسك من القتل والإفلاس إذا لم يفلح لارنودي. - ولكن كيف أصنع إذا درى لارنودي؟ - ومن ذا الذي يخبره؟ - أصبت أيتها الحبيبة، فسوف أذهب غدا فألقى الكردينال دي لورين. - قد يفوت الوقت غدا. - إذن أنت ترين أن أذهب الليلة إلى قصر دي جيز؟ - لا رأي لي، وإنما أبديت فكري لك. - أصبت يا مرسلين، فأنت حكيمة في كل حال، والآن علي بعصاي وردائي، وفضلا عن ذلك، أليس من واجبات رعايا الملك أن يطلعوه على كل مؤامرة مضرة بالدولة؟ ألا عفوا يا مرسلين، فإنني أتركك الآن مرغما؛ لأنني ذاهب إلى قصر دي جيز.
Неизвестная страница