Мученики фанатизма
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Жанры
وكان يحدث في ذلك العهد أمور دينية ذات شأن شغلت برنار أفنيل عن سلوك زوجته؛ لأن البروتستانت بدءوا يشرحون التوراة، ويجدون فيها كل يوم ما يوجب القضاء على بلاط فرنسا، والكردينال دي لورين، وأخيه فرنسوا دي جيز. وكان رجال طائفة البروتستانت يجاهرون بما تكلم به المجتمعون قبلا في فندق حملة السلاح ملمحين لا يجسرون على إيضاح وإفصاح.
على أن برنار أفنيل لم يكن على رأي القائلين باستخدام الشدة، وإنما يذهب إلى أن الدين لا يقاوم إلا بالشرع، ولكنه لم يتجرأ على مخالفة ذوي الأفكار الثائرة، وكان أبناء الطائفة جميعا يضربون على وتر واحد.
وفي ذات يوم سمع خطب الوعاظ، وخرج قاصدا بيته فأحس بيد وقعت على كتفه، وسمع قائلا يقول: السلام عليك يا برنار!
فأجاب: أأنت هنا يا لارنودي، وقد كنت أظنك مقيما في طوران؟
وكان برنار يميل كل الميل إلى الرجال المنتمين إلى أمير كوندة المفضلين عنده، ولارنودي يحب برنار اعترافا بجميله، لأنه هو الذي ترافع في قضية عديله جسبار مرافعة استحق من أجلها امتنان لارنودي وإن لم تجد جسبار نفعا.
فقال لارنودي: لقد عدت منذ صباح اليوم إلى هنا، ولما كان منزلي مهملا في غيابي فكرت في الإقامة عندك بضعة أيام.
فأجابه: أنت صاحب البيت يا سيدي لارنودي، فأهلا وسهلا ومرحبا بك! - شكرا لك، ولكنني لا أسألك ضيافة بسيطة. - تكلم، أي حاجة لك؟ - إني لفي حاجة إلى استقبال رجل عندك، والاجتماع به ومخاطبته سرا. - قلت لك إن البيت بيتك يا لارنودي، فافعل ما تشاء.
وسار الرجلان في طريق بيت برنار وهما يتكلمان في مواضيع مختلفة ليس لها شأن خاص، محاذرين التكلم في المواضيع الدينية خيفة أن يسمعهما أحد الكاثوليكيين، فلم يتداولا في أمر هام إلا مساء عندما ذهبت مرسلين تعد غرفة للضيف.
فقال لارنودي إذ ذاك: أيها العزيز برنار، إن ديانتنا تعدك من أنصارها، بل من أشدهم إخلاصا، وقد أزف وقت العمل.
فاعترت برنار هزة، وقال: إني متأهب للمرافعة أمام مجلس النواب. - إن مجلس النواب يبغضنا، فصوتك فيه لا يسمع! - إذن أية وسيلة تروم أن أتخذ؟ - أي وسيلة؟ وهل لنا غير القوة؟ - أتدعوني إلى مؤامرة؟ - نعم، وقد تهيأ كل شيء. - ومتى تعلن هذه المؤامرة؟ - في أوائل شهر مارس المقبل. إن بلاط الملك بين أيدي آل جيز، وهم شر أعداء مذهبنا. فلسوف نذهب إلى البلاط، وننقذ الملك منهم. - وماذا تفعلون بآل جيز وأعوانهم؟ - لقد تهيأت أسباب التوفيق، ومن يدري؟ فقد يسقطون قتلي.
Неизвестная страница