قال: وأما وزن ايرايقو فوقع من التجربة، فان إنسانا قاله طبعا فى الجنس من الأمور المخصوصة به فوافق ذلك قبول الطباع. وهو وزن واسع العرصة يحتمل معانى كثيرة ويسعه محاكيات كثيرة، فلذلك يحتمل ذكر الفضائل اٙلكثيرة مع فيه .
وأما إيامبو فلها أربعة أوزان، ويحرك إلى هيئة رقصية مع التحريك الانفعالى. ولا يجب أن يخفى هذا كما خفى على فلان. وليس عرصته بواسعة سعة ايرويقى.
وبالجملة فان الملاءمة الطبيعية هى التى حركت إلى الاختيار.
قال: وإن أوميروس وحده هو الذى يستحق المدح المطلق: فقد كان يعلم ما يعمل. وينبغى للشاعر أن يقل من الكلام الذى لا محاكاة فيه. وكان غير أوميروس يجتهد ويطيل؛ وإنما يأتى بالمحاكاة يسيرا. وأما أوميروس فكان كما يشبب يسيرا يتخلص إلى المحاكاة بمرأة أو رجل أو بمثل أو عادة أخرى، فان غير المعتاد معيف.
ويجب أن تحشى الطراغوذيا بالأمور العجيبة. وأما «أفى» فيدخل فيها من المعانى العجيبة مالا يتعلق بكيفية الأفعال. ثم لا يتخلص منها إلى المضاحك بحسب المساكن. — وضرب أمثالا.
وقد بين فضل أوميروس بتقصير غيره، ودل على ذلك بأحوال أشعار لقوم بعضهم حكوا غير الحق، وبعضهم ابتدأوا بغير الواجب.
قال: وما كان من أجزاء الشعر بطالا ليس فيه صنعة ومحاكاة، بل هو شىء ساذج، فحقه أن يعنى فيه بفصاحة اللفظ وقوته، ليتدارك به تقصير المعنى، وتتجنب فيه البذالة، اللهم إلا أن يكون شديد الاشتهار كمثل مضروب.
Страница 195