فيلزمنا أول شىء أن نبطل المذهبين الأولين فتثبت صحة مذهبنا وهو الثالث، ثم نكر على هذه الشبه فنحلها، فنقول إن الشىء الخارج من البصر لا يخلوا إما أن يكون شيئا قائم الذات ذا وضع فيكون جوهرا جسمانيا، وإما أن يكون شيئا لا قوام له بذاته وإنما يقوم بالشىء المشف الذى بين البصر والمبصر، ومثل هذا الشىء فلا يجوز أن يقال له بالحقيقة أنه خارج من البصر، ولكن يجب أن يقال إنه انفعال للهواء من البصر، ويكون الهواء بذلك الانفعال معينا فى الإبصار، وذلك على وجهين، إما على سبيل إعانة الواسطة وإما على سبيل إعانة الآلة،
Страница 120