Шицр ва Фикр: Исследования в области литературы и философии
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
Жанры
تبدأ الأبيات الأولى من القصيدة بما يشبه التحذير للقارئ أو المستمع الذي ينصت لغناء الشاعر:
لا تقل هذا لغير الحكماء،
ربما يسخر منك الجهلاء.
فالشاعر يوشك أن يكشف له عن سر لا يريد أن ينكشف، وينوي أن يفضي إليه بتجربة حميمة يضن بها على الجهلاء والدهماء. وليست هذه هي أول مرة يحاول فيها الشاعر أن يبوح بلواعج قلبه، وأن يكتمها في وقت واحد. فكذلك كان شأنه في معظم شعره النابع من تجربة باطنة يعبر عنها تعبيرا يسترها ويخفيها. ويكفي أن نستمع إلى هذين البيتين من كتاب الحكمة، وهو الكتاب السادس من كتب الديوان الشرقي:
إن كنت تحاذر أن ينهبك الناهب ويشينك،
فاكتم ذهبك وذهابك، واكتم دينك.
أو نستمع إلى هذه الأبيات التي وردت في القسم الأول من «فاوست»، حيث يقول هذا في حواره مع تلميذه «فاجنر»، الذي يؤكد أن كل الناس تود أن تعرف العالم، وتعرف قلب الإنسان وروحه: «فاوست: نعم ما يسميه الناس معرفة
ومن ذا الذي يحق له أن يسمى الطفل باسمه؟
إن القلة التي عرفت شيئا عنه، وبلغ بها الحمق ألا تصون قلوبها التي امتلأت به، فراحت تكشف للعامة عن عواطفها ورؤاها قد جوزيت من قديم الزمان بالصلب والإحراق.
أرجوك يا صديقي، لقد توغل الليل، ولا بد أن نقطع الحديث ...»
Неизвестная страница