عند ذلك قالت وداد وكأنما تجيبه عما يسأل: كانت المأساة الدامية والفضيحة التي سبقتنا إلى الحارة. - لعلكما تتصوران أنني المتهم!
فهتف شطا: معاذ الله، حسبنا الآن أن نتلقى حكمك.
فأشار المعلم إلى وداد وهو يسأل شطا: ما زالت على ذمتك؟ - اتخذنا قرارا بالطلاق والرجوع، ثم كان اعتداء الأثيم، فأقلعت عن فكرة الطلاق إلى الأبد. - وإذا أمرت بتطليقها؟
فأحنى شطا رأسه صامتا ويائسا، فقال المعلم: في الصمت جواب.
فقال شطا: إني أنحدر من خطأ إلى خطأ، ولن ينتشلني من العذاب إلا أن تقضي في بما ترى.
فقال المعلم مخاطبا وداد: إني أقرأ في عينيك فكرة أخرى، ما هي؟
فقالت وداد بجرأة غير متوقعة: أن تعفو عنه وأن تعيده إلى جماعتك! - حقا إنك أنسب شريكة لمن كان مثله.
فقالت ثملة بجرأتها: حسبنا ما ذقنا من عذاب، وحسبه ما أبدى من شجاعة.
فالتفت المعلم نحو شطا متسائلا: أهذا رأيك أيضا؟
فقال شطا بانكسار: إني منتظر قضاءك! - يا لك من ماكر. - مثولي بين يديك يقطع بصدقي. - بل أنت تريد أن تتوسل بالحكم إلى إدراك ما غمض عليك.
Неизвестная страница