بيستون فرهاده كوه طور شكلن كوسترير
لكل على قدره أفق عشق
ففي بيستون لفرهاد طور
3
النفوس مختلفة في نزعاتها، متباعدة في مطالبها، متباينة في هممها. منها الطامحة إلى المعالي، الدائبة سجيس الليالي، المقدمة على كل عظيمة لا تبالي. ومنها قنوع صاغرة، من العظائم نافرة، إلى الأرض مخلدة، نابية مصلدة، هيابة لا تقدم، مترددة لا تعزم.
ما أعظم ما يختلف إنسان وإنسان، وتتباعد نفس ونفس، وتتباين همة وهمة، وإدراك وإدراك! من الناس طموح إلى أعلى المعالي، يقصد إلى النار والنور في جنبات الطور، يريد تجلي الله لا يرضى بما سواه. ومنهم من همه «شيرين»، ومنهم من همه دون هذا ... وهلم جرا، حتى لا هم ولا طموح ولكنها نزعات قريبة، وشهوات حقيرة، وأقصى الهم البطن والفم. درجات صاعدة وهابطة، ونزعات طائرة وساقطة.
لفرهاد جبل بيستون حيث تتردد ذكرى شيرين، وهي همه وهمته، وأعلى ما بلغته منيته، هذا الجبل طوره، وشيرين ناره ونوره. هكذا لكل عاشق موضع للتجلي يغشاه، ومكان للإلهام لا يتعداه. هنا موسى وطور سينين، وهناك فرهاد وبيستون وشيرين.
الأربعاء 25 شوال/9 أغسطس
ولله يسجد من في السموات والأرض
ما أحسن ما أبان القرآن؛ كتاب الله الخالد عن وحدة العالم، ووحدة الخالق المدبر له، المهيمن عليه! هذا العالم كله؛ مواته ونباته وحيوانه، موحد بقوانين سارية فيه مسيطرة عليه، شاملة كاملة، لا تتخلف ولا تقصر ولا تتعطل. وهذه القوانين سنن الله الواحد الذي لا يزول ولا يحول، ووحدة الإنسان في آحاده وجماعاته من هذه الوحدة، وإن اعتراها خلل بالجهل والعدوان، فإنما هو خلل في ظواهرها، وقوانين الله سارية فيها مسيرة لا تعطل ولا تبطل.
Неизвестная страница