كان كثير من الناس في الزمن الغابر يخرجون على الأخلاق والآداب محتجين بمسايرة الطبيعة، كأن مسايرة الطبيعة حق وخير لا ينبغي العدول عنهما! وكذلك نجد في زماننا من يعتل بمسايرة الطبيعة، كأن كل ما هو في الطبيعة خير لا يسوغ الحيد عنه.
ولنا في إبطال المذهب حجتان:
الأولى:
أن كثيرا من أعمال البشر محادة للطبيعة، ومخالفة لها. فالناس يلبسون وقد خلقوا عرايا ويحلقون لحاهم وقد أنبتتها الطبيعة وينضجون الطعام ولم يخلق كما يريدون، ويسيطرون على مجاري المياه بالقناطر والسدود وفي هذا مقاومة الطبيعة. فلماذا لا يدعو هؤلاء إلى مجاراة الطبيعة في كل شيء؟ هذه الدعوى لا تستقيم، ووجدان الإنسان وعقله يكذبانها في كل عصر.
والحجة الثانية:
إن عقل الإنسان من الطبيعة التي يفتنون بها، ويخضعون لها، فإذا تصرف الإنسان في الطبيعة بعقله، لم يخرج على قانون الطبيعة؛ بل سلط الجانب المفكر منها على الجوانب غير المفكرة.
فما لهؤلاء المدعين يؤثرون الإسفاف إلى الطبيعة الجاهلة؛ مسايرة لأهوائهم وشهواتهم، ولا يرتقون مع الطبيعة العاقلة؛ إيثارا لما هو أجل وأبقى، وأوسع وأشمل، وأجمل وأحسن؟! أعني معاني العدل والخير والإحسان والنظام، والمروءة والعفة وما يشبهها أو يتصل بها.
الثلاثاء 24 شوال/8 أغسطس
لكل إنسان أفق عشق
هر كڴ حالنجه واردر بر تجليگاه عشق
Неизвестная страница