القاصر، وإن كان [هذا] (١) الزمان قد راجت فيه بضاعة هذا التصنيف (٢) فقد انقرض العلم وجاء التحريف، ولكن أوجب هذا موت العلماء الأخيار وقوله ﷺ: «من تعلّم علما وكتمه من النّاس ألجمه الله بلجام من نار» (٣).
وسؤالى لكل من وقف [عليه] (٤) ورأى [فيه] (٥) ما يعاب أن ينظر بعين الرضا
_________
(١) سقط فى ز.
(٢) فى م: التأليف.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، ٣٤٤، ٣٥٣، ٤٩٩، ٥٠٨) والطيالسى (٢٥٣٤) وأبو داود (٢/ ٣٤٥) كتاب العلم باب كراهية منع العلم (٣٦٥٨) والترمذى (٤/ ٣٨٧) كتاب العلم باب ما جاء فى كتمان العلم (٢٦٤٩) وابن ماجة (١/ ٢٤٠) فى المقدمة باب من سئل عن علم فكتمه (٢٦١) وابن حبان (٩٥) والطبرانى فى الصغير (١٦٠، ٣١٥، ٤٥٢) وفى الأوسط (٢٣١١، ٢٣٤٦، ٣٥٥٣) والحاكم (١/ ١٠١) والخطيب فى تاريخه (٢/ ٢٦٨) وابن عبد البر فى التمهيد (١/ ٤، ٥) وابن الجوزى فى العلل (١/ ١٠٢) من طريق عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ «من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار».
وأخرجه ابن ماجة (٢٦٤) من طريق يوسف بن إبراهيم عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» وذكره البوصيرى فى الزوائد (١/ ١١٧) وقال:
هذا إسناد ضعيف فيه يوسف بن إبراهيم قال ابن حبان: روى عن أنس ما ليس من حديثه لا تحل الرواية عنه، وقال البخارى: صاحب غرائب. انتهى.
وأخرجه ابن الجوزى فى العلل المتناهية (١/ ١٠١) من ثلاث طرق ضعفها جميعا.
وأخرجه ابن حبان (٩٦) والحاكم (١/ ١٠٢) والخطيب فى تاريخه (٥/ ٣٨ - ٣٩) وابن الجوزى فى العلل المتناهية (١/ ٩٩) من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: «من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة».
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة. ووافقه الذهبى على تصحيحه.
قلت: ولا يلتفت إلى قول ابن الجوزى: أن فى إسناده عبد الله بن وهب الفسوى قال ابن حبان دجال يضع الحديث لأن عبد الله بن وهب المذكور فى هذا الإسناد وهو القرشى وليس الفسوى كما قال، والقرشى ثقة حافظ، والحديث صحيح على شرط الشيخين كما مر.
وأخرجه ابن ماجة (٢٦٥) وابن الجوزى فى العلل المتناهية (١/ ٩٩ - ١٠٠) من طريق محمد ابن داب عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله ﷺ: «من كتم علما مما ينفع الله به فى أمر الناس، أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار».
وذكره البوصيرى فى الزوائد (١/ ١١٨) وقال: هذا إسناد ضعيف فيه محمد بن داب كذبه أبو زرعة وغيره ونسب إلى وضع الحديث.
والحديث له طريق آخر عند ابن الجوزى ولكن فى إسناده يحيى بن العلاء قال أحمد عنه: كذاب يضع الحديث.
وفى الباب عن غير ما ذكرت: عبد الله بن مسعود وابن عباس وابن عمر وجابر وعمرو بن عبسة وطلق بن على.
انظرها جميعا فى العلل المتناهية لابن الجوزى (١/ ٩٦ - ١٠٧).
(٤) سقط فى د.
(٥) زيادة من ص، د.
1 / 31