93

صيغة الأمر، من البخع بتقديم الموحدة على الخاء المعجمة، وهو إما بمعنى القهر والإذلال، قال في النهاية [1] : «في الحديث: «أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وأبخع طاعة» أي أبلغ وأنصح من غيرهم كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم أي قهرها وإذلالها.»- انتهى. فالمعنى على ذلك: بالغوا في احتمال ما يجب عليكم وينبغي لكم من سماع آيات الله وأحكامه وأوامره وزواجره وإطاعة الرسول فيما يأتيكم من الله لكي تفوزوا بالسعادة وتصلوا إلى نعيم الجنة؛ وإما من «بخع» بالحق بخوعا: إذا أقر به. والمعنى فأقروا واستسلموا للأمور الواجبة من السماع عن الرسول وطاعته وطاعة أولي الأمر بعده، وغير ذلك مما يؤكد [2] عقيب ذلك.

وإخلاص النصيحة وحسن الموازرة

«النصح» خلاف الغش. و«إخلاصه»، مبالغة فيه. «والموازرة»، هي المعاونة سواء كان بالنفس أو المال أو القول أو غير ذلك.

واعينوا انفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجر الأمور المكروهة من أقسام الموازرة: هي معاونة الإخوان بلزوم «الطريقة المستقيمة» وهدايتهم إليها. و«الطريقة المستقيمة»، هي الملة الحنيفية [3] والشريعة السمحة [4] التي هي

Страница 108