132

الأشياء [1] ذوات مستقلة دونه، إذ المفاعلة إنما تكون بين الاثنين وقد عرفت [2] وسيجيء انه لا يصير مع شيء من الأشياء معروضا للاثنينية.

لطيف لا بتجسم

سيجيء [3] - إن شاء الله- في خبر «الفتح» معنى «اللطيف» ونفي التجسم على أبلغ وجه.

موجود لا بعد عدم

اعلم، ان طبيعة الموجود من حيث هو موجود يقتضي المسبوقية بالعدم، إذ تلك الطبيعة من حيث هي هي معلوم الحقيقة وقد مضى [4] ان كل معروف بنفسه مصنوع وكل مصنوع فقد سبقه عدم صريح لا محالة، فكل ما يصدق عليه تلك الطبيعة المعلومة الحقيقة فهو بعد عدم واقعي بلا مرية؛ فالله سبحانه موجود لا كالموجودات ولم يسبقه عدم بجهة من الجهات، فهو موجود لئلا يدخل [5] في حد النفي لكن لا بعد عدم كالموجودات، وشيء لا كالأشياء.

[وجه انه تعالى فاعل لا باضطرار]

فاعل لا باضطرار

اعلمن أن كل علة من العلل العقلية والطبيعية، فانما تفعل بقضاء حتم حكم عليه ووجوب سابق سبق من الله إليه، وكذلك جرت سنة الله التي لا تبديل لها

Страница 147