كَأَنَّ أَصْوَاتَ مِنْ إِيغَالِهِنَّ بِنَا ... أَوَاخِرِ المَيْسِ إِنْقَاضُ الفَرَارِيجِ
كأنه قال: كأن أصوات أواخر الميس. وفي بيت امرئ القيس تقدير أحسن من هذا، وهو أن يكون التقدير: بناظرة من وحش وجرة ناظرة مطفل، ويحذف ناظرة ويقيم مطفلا مقامه. وكذلك قوله (طلحة الطلحات) كأنه قال: أعظم طلحة الطلحات، ثم حذف وأقام طلحة مقامها.
ومعنى البيت أنها تُعرض عنا استحياء، وتبسم فيبدو لنا ثغرها، وتتقى أي تلقانا بعد الإعراض عنا بملاحظتها كما تلاحظ الظبية طفلها، وذلك أحسن من غنج المرأة.
(وَجِيدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ ... إذا هِيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطّلِ)
الجيد: العنق، والرثم: الظبي الأبيض الخالص البياض. شبه عنقها بعنق الظبية، ونصته: رفعته. والمُعطل: الذي لا حلى عليه، ومثله العُطل، وقوله: (ليس بفاحش) أي ليس بكريه المنظر، و(إذا) ظرف لقوله: ليس بفاحش.
(وَفَرْعٍ يَزِينُ المَتْنَ أَسْوَدَ فَاحِمٍ ... أَثِيثٍ كَقِنْوِ النّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ)
الفرع: الشعر التام، والمتن والمتنة: ما عن يمين الصُّلْب وشماله من العصب
واللحم، والفاحم: الشديد السواد، وأثيث: كثير أصل النبات، والقِنْو والقُنْو والقنا: العذق وهو الشمراخ، والمتعثكل: الذي قد دخل بعضه في بعض
1 / 30