202

Шарх Нахдж аль-Балага

شرح نهج البلاغة

Редактор

محمد عبد الكريم النمري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

هذا حديث متفق عليه من أهل السيرة ، وقد وردت الروايات فيه بزيادات ؛ روى المدائني قال : لما أخذ أبو بكر بيد عمر وأبي عبيدة وقال للناس : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، قال أبو عبيدة لعمر : امدد يدك نبايعك ، فقال عمر : ما لك في الإسلام فهة غيرها . أتقول هذا وأبو بكر حاضر ! ثم قال للناس : أيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة ؟ رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، أفلا نرضاك لدنيانا ! ثم مد يده إلى أبي بكر فبايعه ، وهذه الرواية هي التي ذكرها قاضي القضاة رحمه الله تعالى في كتاب المغني .

وقال الواقدي في روايته في حكاية كلام عمر : والله لأن أقدم فأنحر كما ينحر البعير ، أحب إلي من أن أتقدم على أبي بكر .

وقال شيخنا أبو القاسم البلخي : قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ : إن الرجل الذي قال : لو قد مات عمر لبايعت فلانا ، عمار بن ياسر ، قال : لو مات عمر لبايعت عليا عليه السلام . فهذا القول هو الذي هاج عمر أن خطب بما خطب به .

وقال غيره من أهل الحديث : إنما كان المعزوم على بيعته لو مات عمر ، طلحة بن عبيد الله .

فأما حديث الفلتة ، فقد كان سبق من عمر أن قال : إن بيعة أبي بكر كما كانت فلتة وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه .

وهذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف فيه حديث الفلتة ، ولكنه منسوق على ما قاله أولا ، ألا تراه يقول : فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فلقد كانت كذلك ، فهذا يشعر بأنه قد كان قال من قبل : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة .

وقد أكثر الناس في حديث الفلتة ، وذكرها شيوخنا المتكلمون ، فقال شيخنا أبو علي رحمه الله تعالى : الفلتة ليست الزلة والخطيئة ، بل هي البغتة ، وما وقع فجأة من غير روية ولا مشاورة ، واستشهد بقول الشاعر :

من يأمن الحدثان بعد صبيرة القرشي ماتا

سبقت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا

يعني بغتة .

وقال شيخنا أبو علي رحمه الله تعالى : ذكر الرياشي أن العرب تسمي آخر يوم من شوال فلتة ، من حيث إن كل من لم يدرك ثأره فيه فاته ، لأنهم كانوا إذا دخلوا في الأشهر الحرم لا يطلبون الثأر ، وذو القعدة من الأشهر الحرم ، فسموا ذلك اليوم فلتة ، لأنهم إذا أدركوا فيه ثأرهم ، فقد أدركوا ما كان يفوتهم ، فأراد عمر أن بيعة أبي بكر تداركها بعد أن كادت تفوت .

Страница 16