القوى إنما هي بحسب شدة فتورها، واما العرفان فإنه مختص بأمر يوجب الاستغناء عن الغذاء وهو سكون البدن عن اعراض القوى البدنية عن أفعالها جال مشايعتها للنفس وانجذابها معها حال توجهها إلى الجناب المقدس وتطعمها بلذة معارفة الحق، واليه الإشارة بقوله تعالى حكاية عن خليله عليه السلام: والذي هو يطعمني ويسقين (1) وبقول سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم: انى لست كأحدكم، أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني. وإذا عرفت ذلك ظهران المرض وان اقتضى الامساك الخارق للعادة الا ان العرفان بذلك الاقتضاء أولى، واما القدرة على الحركة التي تخرج عن وسع مثله فهي أيضا ممكنة وبيان - سببها انك علمت أن مبدأ القوى البدنية هو الروح الحيواني فالعوارض الغريبة التي تعرض للانسان تارة تقتضي انقباض الروح بحركته إلى داخل كالخوف والحزن، وذلك يقتضى انحطاط القوة وسقوطها، وتارة تقتضي حركته إلى خارج كالغضب أو انبساطا معتدلا كالفرح المطرب والانتشاء (2) المعتدل وذلك يقتضى ازدياد القوة ونشاطها وإذا
Страница 50