الحادة (1) واما نفسانية كالخوف والغم، اما البدنية فان القوى الطبيعية (2) تشتغل بسببها بهضم المواد الردية عن تحريك المواد المحمودة فتجد المواد المحمودة حينئذ محفوظة قليلة التحلل غنية عن طلب البدل لما يتحلل فربما انقطع الغذاء عن صاحبها مدة لو انقطع مثله عنه في غير حالته تلك عشر تلك المدة هلك، وهو مع ذلك محفوظ الحياة، واما النفسانية فكما يعرض بعروض الخوف للخائف من سقوط الشهوة وفساد الهضم والعجز عن الافعال الطبيعية التي كان متمكنا منها قبل الخوف لوقوف القوى الطبيعية عن أفعالها بسبب اشتغال النفس بما أهمها عن الالتفات إلى تدبير البدن، وإذا عرفت امكان الامساك الخارج عن الوسع بسبب العوارض الغريبة فاعلم أن السبب في تحققه في حق العارف توجه النفس بالكلية إلى عالم القدس المستلزم لتشييع القوى البدنية لها وذلك أن النفس المطمئنة إذا راضت القوى البدنية انجذبت القوى خلفها في مهماتها التي تنزعج إليها، واشتداد ذلك الانجذاب بشدة ذلك الجذب فإذا اشتد الاشتغال عن الجهة المولى عنها وقفت الافعال الطبيعية المتعلقة بالقوة النباتية فلم يكن من التحليل الأدون ما كان في حال المرض وذلك لان المرض في بعض الصور مختص بما يقتضى الاحتياج إلى الغذاء لتحلل رطوبات البدن بسبب عروض الحرارات الغريبة المسماة بسوء المزاج الحار (4) له لان الغذاء إنما يكون لسد بدل ما تحلل من تلك الرطوبات وشدة الحاجة إلى الغذاء إنما تكون بحسب كثرة التحليل وكقصور القوى البدنية بسبب المرض المضاد لها وإنما الحاجة إلى حفظ تلك الرطوبات لحفظ تلك القوى إذ (3) كانت مادة الحرارة الغريزية المقتضية (5) لتعادل الأركان الذي لا تقوم تلك الا معه وشدة الحاجة إلى ما يحفظ تلك
Страница 49