تعلَّمتُ علمَ الكيمِياءِ بِحُبِّهِ غزالٌ بجسمي ما بِعينَيْهِ مِن سُقْمِ
فَصعَّدْتُ أنفاسي وقطَّرْتُ أدمُعي فصحَّ من التدبيرِ تصْفيرُهُ جسمي
وقال أيضا (١): (من الخفيف)
صُنْعِةُ الكِيْمٍياءِ صحَّتْ لعيني * حيث يزدادُ إذْ يَراني احمِرارا
فإذا ما ألقيْتُ إكْسيرَ لحظي * في لُجينِ الخدُودِ عادَ نَضارا
وأمّا هذه القصيدة اللامية فإنها سُمِّيت بلامية العجم تشبيها لها بلامية العرب؛ لأنها تضاهيها في حِكمِها وأمثالها، ولامية/ العرب هي التي قالها الشنفرى وأولها (٢): [٥ أ]
(من الطويل)
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم ... فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ
فصل في ذكر شيء من شعر الطغرائي
﵀:
قال في قصيدته (٣): (من الطويل)
سرى وظلامُ الليلِ أقتمُ أفتخُ ... مِهادُ ضجيعٍ بالعبيرِ مُضمَّخُ
وهي قصيدة حسنة لطيفة بديعة فائقة غريبة في معناها.
وقال يصف خيلًا (٤): (من الكامل)
سبقتْ حوافرُها النواظرَ فاستوى ... سبقٌ إِلى غاياتِها وشئونُ
لولا ترامي الغايتينِ لأقسمَ الـ ... راؤونَ أنَّ حَراكَها تسكينُ
وتكاد تُشبهها البُروقُ لَوَ اَنَّها ... لم تَعتلقْها أعينٌ وظنونُ
هذه مبالغة في السرعة، والأول مأخوذ من قول أبي الطيب (٥): (من المنسرح)
يُقبِلُهُم وَجهَ كُلِّ سابِحَةٍ ... أَربَعُها قَبلَ طَرفِها تَصِلُ
وقال يصف الصبح (٦): (من الطويل)
وردنا سُحيرًا بين يومٍ وليلةٍ ... وقد عَلِقَتْ بالقَلب أيدي الكواكبِ
على حينَ عرَّى منكِبُ الشرقِ جذبةً ... من الصبح واسترخَى عِنانَ الغياهبِ
وقال من أبيات (٧): (من الطويل)
ونفسٌ بأعقابِ الأمور بصيرةٌ ... لها من طِلاع الغيب حادٍ وقائدُ
وتأنف أن يَشفي الزلالُ غليلَها ... إِذا هيَ لم تشتقْ إليها المواردُ
_________
(١) ديوانه / (م)
(٢) ديوانه / (م)
(٣) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٣٧
(٤) ديوانه، ص ٣٨١ - ٣٨٢
(٥) ديوانه، ص١٨٠
(٦) ديوانه، ص ٤٧
(٧) ديوانه، ص ١٢٣ - ١٢٤
1 / 12