والناسُ إمَّا جاهلٌ أو ظالمٌ ... فمتى أُطيقُ تكرُّمًا وتكلُّما
ومن شعره (١): (من الوافر)
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلاَّ ... فؤادَك فهو موضِعُه الأمينُ
إِذا حُفَّاظُ سِرِّك زيدَ فيهم ... فذاك السرُّ أضيعُ ما يكونُ
ومن شعره في الزهد (٢): (من الوافر)
إِذا ما لم تكنْ ملكًا مُطَاعًَا ... فكنْ عبدًا لخالقِه مُطِيعَا
وإِن لم تملكِ الدنيا جميعًا ... كما تهواه فاتركْهَا جميعَا
قال الشارح: يقال أن أول ما ظهرت الكيمياء في جبابرة قوم هود، وتعاطوا ذلك، وبنوا مدينة من ذهب وفضة، لم يخلق مثلها في البلاد، وكان ابن التيميّة ﵀ ينكر ثبوتها، وصنف رسالة في إنكارها، وأمّا الإمام فخر الدين ﵀ فإنه عقد في المباحث الشرقية فصلا في إمكانها، وقد ردّ على الفلاسفة في قولهم بعدم إمكانها، واستدل على إمكانها في الملخص، قال: وأمّا الوقوع فالوصول إليه عسير، فهو يقول أيضا بوقوعها، لكن يعسر، وكذلك/ قال ابن باجة الأندلسي عن الشيخ أبي نصر الفارابي، والظاهر من حال [٤ ب] الطغرائي ﵀ أنه لم يدبر شيئا من الكيمياء، إنما كان يعلمها علما لا عملًا، ألا تراه يقول (٣): (من الطويل)
ولولا ولاةُ الجَورِ أصبحتُ والحصَى بكفَّيَ أنَّى شِئتُ دُرٌ وياقوتُ
وصاحب الشذور من جملة أئمة هذا الفن، صرح بأن نهاية الصنع إلقاء الواحد على الألف، ألا تراه يقول ﵀ في الفائيَّة (٤): (من الطويل)
فعادَ بلطْفِ الحلِّ والعقد جوهرًا ... يطاوعُ في النِّيْرانِ واحدهُ الألفُ
وفي قوله في القصيدة القافيّة (٥): (من الطويل)
فَذانِ هما البدرانِ فاغْنَ بعلمنا تنلْ بهما ما يصبغُ الألفَ دانقه
وكان بعضهم يقول: إنّ المقامات، وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء، وكل ذلك من شغفهم وحبهم لها، نسأل الله العافية بلا محنة، وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ﵀ مغرما بها، وأنفق فيها مالا وعمرا، وقد صحّت كيمياء العشق مع جمال الدين علي بن النبيه حيث يقول (٦): (من الطويل)
_________
(١) ديوانه، ص ٤٠٤
(٢) ديوانه، ص ٢٤٥
(٣) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٣
(٤) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٤
(٥) لم أجده في المطبوع من ديوانه. وهو في الغيث المسجم ١/ ٢٤
(٦) ديوانه / (م)
1 / 11