***188]
اللهم إني أسئلك من مسائلك بأحبها إليك، وكل مسائلك إليك حبيبة، اللهم إني أسئلك بمسائلك كلها.
اعلم جعلك الله تعالى من أصحاب الأدعية المستجابة وأرباب الأسئلة المحبوبة أن السؤال هو استدعاء السائل عن المسؤول عنه بالتوجه إليه لحصول ما يحتاج إليه من الوجود أو كمالات الوجود توجها ذاتيا أو حاليا باطنا أو ظاهرا بلسان الإستعداد أو الحال أو المقال. وسلسلة الموجودات وقبيلة الممكنات المضافات لفقرها واحتياجها ذاتا وصفة يتوجه إلى القيوم المطلق والمفيض الحق وبلسان استعدادها تطلب الوجود وكمالاته من حضرته ولولا هذا الإستدعاء أيضا من غيب الجمع. كما قال الشيخ الإعرابي والقابل من فيضه الأقدس وأول استدعاء وسؤال وقع في دار الوجود هو استدعاء الأسماء والصفات الإلهية بلسان مناسب لمقامها وطلب الظهور في الحضرة الواحدية من حضرة الغيب المطلق، فأجابها بإفاضة الفيض الأقدس الأرفع والظل الأبسط الأعلى في الحضرة الجمعية، فظهرت الأسماء والصفات والأول من الأسماء هو الإسم الجامع رب الإنسان الجامع الحاكم على الأسماء والصفات الإلهية والظاهر بظهورها، ثم بتوسط ساير الأسماء على ترتيبها من الحيطة والشمول، وبعد ذلك سؤال الأعيان الثايتة وصور الأسماء الإلهية.
والأول من بينها هو صورة اسم الجامع والعين الثابت الإنساني، ثم ساير الأعيان بتوسطه، لأنها من فروعه وتوابعه في الوجود وكمالات الوجود في سلسلتي النزول والصعود، وهو الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والأرض. ثم استدعاء الأعيان الثابتة الممكنة وهي الأسماء الإلهية في الحضرة العلمية لظهورها في العين والشهادة فأجابها بالفيض المقدس والظل المنبسط على ترتيبها بتوسطه وهذه الأدعية من الدعوات المستجابة والأسئلة غير مردودة، لأن الدعاء بلسان الذات والإستعداد مقبول غير مردود. الفيض بمقدار الإستحقاق يفاض ولا يمسك، والدعاء بلسان القال إذا كان مطابقا له بلسان الإستعداد ولم يكن منطق اللسان على خلاف منطق القلب، والمقال مباينا للحال يكون مستجابا وإذا لم يكن الدعاء مستجابا فهو لعدم صدوره عن لسان الإستعداد ومخالفته للنظام الأتم، وربما كان عدم الإجابة لعدم حصول الشرايط والمتممات ولغير ذلك من الأسباب الكثيرة.
تنبيه
واعلم أن الإنسان لكونه كونا جامعا وله بحسب المراتب النزولية والصعودية ***189]
Страница 148