والقوة المودعة فيها، والإرادة المنبعثة عن الشوق المنبعث عن القلم القائم بالنفس كلها من شؤون المشيئة الإلهية وظهوراتها، والتعينات اعتبارية خيالية. كما قال الشيخ الكبير: العالم خيال في خيال فلا ظهور إلا ظهورها ولاشأن إلا شأنها.
وهذا معنى شمول المشيئة وسريان الوجود وإطلاق الهوية الإلهية وبسط الرحمة ومقام الإلهية.
هداية
وإذ تحقق لك أن الموجودات على مراتبها العالية والسافلة وتخالفها في الشرف والخسة وتغايرها في الأفعال والذوات. وتباينها في الآثار والصفات يجمعها حقيقة واحدة إلهية هي المشيئة المطلقة الإلهية والموجودات بدرجاتها المختلفة وطبقاتها المتفاوتة مستهلكة في عين المشيئة، وهي مع غاية بساطتها وكمال وحدتها وأحديتها كل الأشياء، وبالتكثر الإعتباري لا ينثلم وحدتها بل يؤكدها، وينفذ نورها في الأرضين السفلى والسموات العليا، ولا شأن لحقيقة من الحقايق إلا شأنها ولا طور إلا طورها. وتحقق لك أن لا عصيان في الأمر التكويني، وإن من شيء إلا وهو مسخر تحت كبريائه. وإذا أراد الله لشيء أن يقول له كن فيكون، بلا تأب عن الوجود وقدرة عن التخطي والعصيان، وكل المهيات مؤتمرات بأمره مخذولات تحت سلطنته. {وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}(هود: 56). وتدبرت في خلق السموات والأرض وآمنت بصنوف الملائكة السماوية والأرضية وصفوفها وطوايف جيوش الله. كل ذلك بشرط الخلوص التمام عن الأنانية وكسر أصنام كعبة القلب بتجلي الولاية العلوية وخرق الحجب الظلمانية.
تو خود حجاب خودى حافظ از ميان بر خيز.
ينكشف لك حقيقة نفوذ المشيئة الإلهية ومضيها وبسطها وإحاطتها ويتحقق لك حقيقة خلق الله الأشياء بالمشيئة، وإن لا واسطة بين المخلوقات وخالقها، وإن فعله مشيئة وقوله وقدرته وإرادته إيجاده، وبالمشيئة ظهر الوجود. وهي اسم الله الأعظم. كما قال محي الدين ظهر الوجود ببسم الله الرحمن الرحيم، وهى الحبل المتين بين سماء الإلهية والأراضي الخلقية، والعروة الوثقى المتدلية من سماء الواحدية والمتحقق بمقامها الذي أفقه أفقها هو السبب المتصل بين الأسماء وبه فتح الله وبه يختم، وهو الحقيقة المحمدية والعلوية صلوات الله عليه وخليفة الله على أعيان المهيات، ومقام الواحدية المطلقة والإضافة الإشراقيه التي بها شروق الأراضي المظلمة، والفيض المقدس الذي به الإفاضة على ***152]
Страница 130