- الْمَعْنى يُرِيد الشواهق وهى الْجبَال العاليات تغيب فى جَيش الدمستق لكثرته فَهُوَ يعم الْجبَال فَإِن ظهر مِنْهَا شئ ظهر الْيَسِير لِأَنَّهُ يركب السهْم والجبل لكثرته
٢٨ - الْمَعْنى يُرِيد لِكَثْرَة رماحه وتضايق مَا بَينهمَا أَن الْهَوَاء غص بهَا فَلَا تَجِد الرّيح سَبِيلا إِلَّا أَن تَتَخَطَّى أَو تثب والجو الْهَوَاء ويخط من الخطو غير مَهْمُوز
٢٩ - الْغَرِيب جمع الْمَدِينَة على مدن يدل أَن الْمِيم أَصْلِيَّة مُشْتَقَّة من مدن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ وَقَالَ قوم بل من دَان الْملك الْقَوْم إِذا ملكهم فهى على هَذَا مديونة وينتقض هَذَا القَوْل بهمزهم الْمَدَائِن وَلَو كَانَت من دنت لتعذر فِيهَا الْهَمْز إِلَّا على رأى أَبى الْحسن سعيد بن مسْعدَة واللجب الصَّوْت الشَّديد الْمَعْنى يُرِيد أَنه أَتَاهُم بجيوش كَثِيرَة عَمت بِلَادهمْ فَكَأَنَّهَا غرقتها وأخفى أَصْوَاتهم بِصَوْت جَيْشه
٣٠ - الْغَرِيب أَخبث فى الْمَوْضِعَيْنِ يُرِيد مَا أخبثه فى الْحَالين وَمثله قَوْله تَعَالَى ﴿أسمع بهم وَأبْصر﴾ أى مَا أسمعهم وَمَا أبصرهم الْمَعْنى يُرِيد أَنه خَبِيث فى طلبه وهربه
٣١ - الْمَعْنى يَقُول لما كنت بَعيدا من أهل الثغور أَتَاهُم لِلْقِتَالِ فَلَمَّا جِئْت جعل الْهَرَب مَوضِع الْقِتَال فَكَانَ قِتَاله الْهَرَب
٣٢ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه افتخر بقصدهم وَعذر فى هربه من بَين يَديك لِأَنَّهُ لَا يقوم بك
٣٣ - الْمَعْنى يَقُول أغثتهم قبل أَن يقتلهُمْ وَقبل أَن يعطبوا وَإِنَّمَا مَنْفَعَة الْغَوْث أَن يكون قل العطب وَإِن كَانَ الْغَوْث بعد العطب فَلَا مَنْفَعَة فِيهِ فأدركتهم قبل أَن يظفر بهم وَهَذَا كَقَوْل حبيب
(وَما نَفْعُ مَن قد ماتَ بالأمْسِ ظامِئا ... إِذا مَا سمَاءُ اليَوْم طالَ انهِمارُها)
وللبحترى مَا يُقَارب هَذَا الْمَعْنى
(واعلَمْ بِأَن الغَيْثَ لَيْسَ بنافعٍ ... للنَّاسِ مَا لم يَأْتِ فى إبَّانِهِ)