============================================================
لكن منهم من لا يجوز إسناد بعض الكائنات إليه مفصلا، فلا يقال: الكفر والفسق مراد الله؛ لايهامه الكفر وهو أن الكفر أو الفسق مأمور به لما قيل من أن الأمر بمعنى الإرادة. ولا يصح أنه خالق القاذورات وخالق القردة والخنازير؛ لأن أسماء الله توقيفية . ولا يقال: له الزوجات والأولاد؛ لإيهامه إضافة غير الملك إليه.
واعلم أن قضاء الله تعالى عند الأشاعرة: هو إرادثه الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال. وقدره: إيجاده إياها على قدر مخصوص وتقدير معين في ذواتها وأحوالها.
وأما عند الفلاسفة، فالقضاء عبارة عن علمه بما ينبغي آن يكون عليه الوجوذ حتى يكون على أحسن النظام وأكمل الانتظام، وهو المسمى عندهم بالعناية التي هي مبدأ لفيضان الموجودات من حيث جعلها على أحسن الوجوه واكملها. والقدر عبارة عن خروجها إلى الوجود العيني بأسبابها على الوجه الذي تقرر في القضاء: والمعتزلة ينكرون القضاء والقدر في الأفعال الاختيارية الصادرة عن العباد، ويثبتون علمه - تعالى- بهذه الأفعال، ولا يسندون وجودها إلى ذلك العلم، بل إلى اختيار العباد وقدرتهم، ولذلك يلقبون بالقدرية.
وقولهم: من يقول بالقدر خيره وشره من الله أولى باسم القدرية، يرده قوله ة: "القدرية مجوس هذه الأمة"(1)، فإنه يقتضي مشاركتهم للمجوس (1) الحديث أخرجه أبو داود في السنة، باب في القدر؛ والحاكم في المستدرك، كتاب الإيمان (ص149). قال الخطابيي: إنما جعلهم مجوسا؛ لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأضلين وهما الثنور والظلمة يزعمون أن الخير من فغل النور والشر من فغل الظلمة، فصاروا ثانوية، وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره، وآلله سبحانه خالق الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيتته، وخلقه الشر شرا في الحكمة كخلقه الخير خيرا، فالأمران معا مضافان إليه خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده فغلا واكتسابا. (معالم السنن ج4/ ص 317) .
ثاي افزخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Страница 63