============================================================
بالإحراق، فيكون ذلك إذا وردت الرؤية على محل قابل للفناء والهلاك، والعبد إذا تبوا دار القرار، والبس خلع البقاء والاستمرار، وصار يعوم في بحر الانوار، وقعد في مقعد الصدق والوصال، ينطلق من وثاق الفناء والزوال، فتكشت الحجب وتنجلي السبحات، فتصادف محلا آمن الاحتراق والآفات، فصارت الصفات على غير طبيعة هذه الصفات، وكلما اترعت له كؤوس التجلي استغاث بااهلم" ولاهات"، كما راه النبي لة بنظره الظاهر في اليقظة ليلة المعراج ووطئ عالم الملك والملكوت لمحة البصر بالاندراج، فسبحانه وتعالى ن تراة القلوب في الدنيا بنظر الإيمان، وتراه الابصار في الاخرى بنظر العيان.
(ما شاء الله كان وها لم يشا لم يكن).
اجمع السلف والخلف في جميع الاعصار والامصار على إطلاق هذا القول، وقد روي عن النبي} وقوله: "ما شاء الله كان" دليل على أنه غير مريد لما لا يكون، وذلك أنه ينعكس بعكس النقيض إلى قولنا: كل ما لم يكن لم يشأه الله تعالى.
وقوله: "وما لم يشا لم يكن" دليل على آنه مريد لكل ما كان ويكون؛ لانعكاسه بذلك الطريق إلى قولنا: كل ما كان ويكون فقذ شاءة الله تعالى، فكل كائن مراد له، وما ليس بكائن ليس بمراد له.
المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية؛ وأحمد في أول مسند الكوفيين، من حديث أبي موسى الأشعري (ج14/ ص520): وقال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: مغنى "سبحات وجهه": نوره وجلاله وبهاؤه. وأما الحجاب فأضله في اللغة المنع والسثر، وحقيقة الحجاب إنما تكون للأخسام المخدودة، والله منزه عن الجسم والحد، والمراد هنا المانع من رؤيته ، وسمي ذلك المانع نورا أو نارا، لأنهما يمنعان من الإذراك في العادة لشعاعهما .
والمراد بالوجه: الذات. والمراد بما إنتهى إليه بصره من خلقه: جميع المخلوقات) لأن بصره - سبحانه وتعالى - مجيط بجميع الكاينات. ولفظة (من) لبيان الجنس، لا للتبعيض، والثقدير: لؤ أزال المانع من رؤيته - وهو الحجاب المسمى نورا أو نارا - وتجلى لخلقه لأخرق جلال ذاته جميع مخلوقاته. (المنهاج، ج3/ ص13، 14) .
2 ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Страница 62