باب
ما لحقه الحذفُ من الحروف
الحروفَ على ضربين: حرفُ فيه تضعيفُ، وحرفُ لا تضعيفَفيه، فما كان فيه تضعيفُ من الحروف، فقد يخفّفُ بالحذف منه، كما فعل ذلك في الاسم والفعل، بالحذف أو القلب، وذلك نحو إنّ، ولكنَّ، وربَّ.
والقياسُ إذا حذف المدغمُ فيه، أن يبقى المدغمُ على السّكون، قد جاء:
أزهيرُ إن يشبِ القذالُ فإنّه ... ربَ هيضلٍ لجبٍ لففتُ بهيضلِ
ويمكن أن يكون الآخرُ منه حرّك، لمّا لحقه الحذفُ والتأنيث، فأشبه بهما الاسمَ، كما حرّك الآخرُ من ضربَ. ولم نعلمهم خفّفوا ثمّ.
وحكى أبو عمرَ، عن يونس أنّ لكنّ إذا خفّفتْ، لا تكون حرف عطف، ووجه قوله أنّ لكنّ إذا خفّفت، كانت بمنزلة إنّ وأنّ، فكما أنّهما بالتخفيف لم يخرجا عمّا كانا عليه قبل التخفيف، فكذلك تكون لكنّ، فإذا قال: ما جاءنى زيدُ لكنْ عمرو، كان الاسمُ مرتفعًا بلكنْ، والخبر مضمر ُ، وإذا قال: ما ضربتُ زيدًا لكنْ عمرًا، كان في لكنْ ضمير القصّة، وانتصب زيدُ بفعلٍ مضمر.
1 / 73