Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
ورقدت فرانسي يقظة في سلة الغسيل التي نصبت بجوار موقد المطبخ، رقدت تمص إبهامها وتنصت إلى الحديث الدائر، ولكنها لم تدرك منه شيئا؛ لأن عمرها لم يكن يجاوز سنتين في ذلك الحين .
12
وخجلت كاتي من البقاء في الحي بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها جوني، وإن كان عدد كبير من أزواج الحي ليسوا بأحسن حالا من جوني بلا شك، ولكن ذلك لم يكن المستوى الذي تنشده كاتي، كانت تريد لأفراد أسرة نولان أن يكونوا أفضل من غيرهم وليسوا كسائر الناس، وكانت هناك أيضا مشكلة المال بالرغم من أنها لم تكن مشكلة حقا؛ لأنهما كانا يملكان مالا قليلا جدا، وقد أصبح لديهما طفلان، وبحثت كاتي عن مكان تستطيع أن تعمل فيه لتحصل على إيجار المسكن، ولتوفر لهم على الأقل سقفا يظلل رءوسهم.
ووجدت منزلا تعيش فيه بلا أجر نظير تنظيفها إياه، وأقسم جوني إنه سوف لا يجعل من زوجته خادمة، وأخبرته كاتي بأسلوبها السريع الجديد القاسي: أن عليهما أن يختارا بين أن تشتغل خادمة أو يفقدا مأواهما؛ إذ أصبح من العسير شهرا بعد شهر أن يحصلا على قيمة الإيجار. وسلم جوني أخيرا بالأمر بعد أن وعد بأنه سيقوم بكل أعمال الخدمة، حتى يحصل على وظيفة منتظمة، وعندئذ يستطيعان أن ينتقلا إلى بيت جديد مرة أخرى.
وحزمت كاتي أمتعتهما القليلة التي تشتمل على: سرير مزدوج، ومهد لطفلين، وعربة أطفال صغيرة غاصت أحشاؤها، وكساء أخضر للبهو من المخمل الرديء، وسجادة محلاة بزهور وردية، وزوج من الستائر الحريرية للبهو، وشجيرة من نبات المطاط، وشجيرة من زهور الجرونيه الوردي، وعصفور من عصافير الكناريا أصفر اللون في قفص مذهب، وحافظة صور من المخمل الرديء، ومائدة للمطبخ وبعض الكراسي، وصندوق مليء بالصحاف والأواني والقدور، وصليب مذهب في قاعدته صندوق موسيقي يعزف «سلام لك يا مريم» حين يملأ، وصليب بسيط من الخشب كانت قد أعطته لها أمها، وسلة غسيل مليئة بالملابس، وحزمة من الملاءات، وكوم من النوت الموسيقية الخاصة بجوني، وكتابين هما الإنجيل وكل مؤلفات وليم شكسبير في مجلد واحد.
لم يكن لديهم إلا أثاث قليل جدا حتى إن بائع الثلج استطاع أن يحمله كله على عربته، واستطاع جواده الأشعث أن يجرها وركب الأفراد الأربعة فوق عربة الثلج نازحين إلى بيتهم الجديد.
وآخر ما فعلته كاتي في بيتها القديم بعد أن جرد وتعرى من كل شيء، وأصبح يشبه الرجل القصير النظر بعد أن خلع نظارته، هو أن انتزعت الحصالة الصفيح التي كانت تدخر فيها المال، وكان بها ثلاثة دولارات وثمانون سنتا، وأدركت كاتي آسفة أنها ستعطي دولارا لبائع الثلج نظير نقلهم إلى البيت الجديد.
وأول ما فعلته في البيت الجديد حين كان جوني يعاون بائع الثلج في حمل الأثاث، هو أن ثبتت الحصالة بالمسامير في حجرة الكرار، وأعادت إليها دولارين وثمانين سنتا، وأضافت إلى ذلك عشرة سنتات أخذتها من البنسات التي في كيسها البالي، كان ذلك هو المبلغ الذي لم يكن في نيتها أن تعطيه لبائع الثلج.
وجرت العادة في ويليمسبرج على أن يدعو السكان الجدد من يتولون نقل أثاثهم إلى احتساء الجعة، حين ينتهون من الاستقرار في مسكنهم، ولكن كاتي قالت بينها وبين نفسها: إننا لن نرى الرجل مرة أخرى، وحسبه الدولار الذي أخذه، فإنه ليشقى حتى يبيع من الثلج ما قيمته دولار.
وأقبلت ماري روملي حين كانت كاتي تعلق الستائر الحريرية، ورشت الحجرات بالماء المقدس لتطرد الأرواح الشريرة، التي ربما تكون متلبثة في الأركان. من يدري؟ لعل البروتستانت كانوا يعيشون هنا من قبل، أو ربما مات في البيت كاثوليكي دون أن ينال غفران الكنيسة الأخير؛ إن الماء المقدس كفيل بأن يطهر البيت مرة أخرى حتى يمكن للرب أن يزوره إن شاء.
Неизвестная страница