Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
وولولت قائلة: الآن قد استحوذت عليك كل الاستحواذ، ولن تستطيع أن تعود إلي أبدا.
ولم يكن هناك شيء يمكن أن يهدئ روعها.
وقصد جوني إلى أخيه جورجي الذي يعمل راقصا، وجلس يحتسي الخمر منتظرا جورجي حتى يفرغ من العمل، ناسيا أنه يجب أن يكون بالمدرسة، وذهبا حين فرغ جورجي من عمله لقضاء الليل في حانات متعددة تفتح طول الليل، وشربا كأسا أو كأسين من الخمر في كل مكان، وأنبأ الجميع بالأزمة التي مر بها، وأنصت إليه الرجال في عطف ودعوا جوني للشراب، وأكدوا له أنهم مروا بتلك المحنة نفسها.
وذهب الرجلان عند الفجر إلى بيت أمهما حيث راح جوني في نوم متقطع، واستيقظ في الساعة التاسعة وهو يشعر أن المتاعب في سبيلها إليه، وتذكر كاتي، ولم يذكر المدرسة إلا متأخرا جدا، فاغتسل وارتدى ملابسه واتجه عائدا إلى بيته، ومر بمظلة للفواكه تعرض فيها فاكهة الأفوكادو، فاشترى ثمرتين منها لكاتي.
ولم يكن ثمة شيء ينبئه أن زوجته قد وضعت أثناء الليل، وبعد ولادة استغرقت أربعا وعشرين ساعة أو نحوها، طفلة ضعيفة ونزفت معها دماء كثيرة، ولم يكن هناك شيء يميز الوضع سوى أن الطفلة ولدت، وحول رأسها غشاء النخط، وساد اعتقاده بأن الطفلة أعدها الله لأداء أعمال جليلة في العالم، وكانت القابلة تؤمن بالخرافات، فاحتجزت الغشاء ثم باعته لبحار يعمل في حوض بروكلين نظير دولارين، وهناك زعم بأن من يلبس غشاء النخط لا يموت بالغرق أبدا، ولبسه البحار في كيس من الفانلة وربطه حول عنقه.
ولم يعلم جوني وهو ينفق الليل في شرب الخمر والنوم، أن الليل قد أمسى باردا، وانطفأت نيران المدرسة التي كان يجب أن يتعهدها، وانفجرت مواسير المياه وأغرقت الطابق الأرضي والطابق الأول بالمدرسة.
وحين وصل إلى البيت وجد كاتي نائمة في المخدع المظلم، والطفلة ترقد بجوارها على وسادة آندي، والشقة ممسوحة نظيفة، وقد قامت بهذا العمل جاراتها، وكانت تنبعث من الحجرة رائحة خفيفة من حامض الكربونيك ممتزجا بمسحوق التلك، وخرجت القابلة بعد أن قالت: إن أجري خمسة دولارات وإن زوجك يعرف أين أسكن.
وانصرفت القابلة، وأدارت كاتي رأسها نحو الحائط، وحاولت ألا تبكي، وفي أثناء الليل طمأنت بالها بأن جوني يعمل في المدرسة، وكانت تأمل أنه سوف يهرول إلى البيت لحظة في فترة غداء الساعة الثانية، والآن قد أوغل الصباح، وبات من المنتظر أن يعود إلى البيت، من يدري لعله مضى إلى أمه يختلس ساعة، يقضيها في النوم بعد عمل الليل، وحملت نفسها على الاعتقاد بأن أي شيء يفعله جوني خليق بأن يكون صوابا، وأن تعليله لغيبته سوف يريح بالها.
وأقبلت إيفي بعد أن مضت القابلة مباشرة، ناداها صبي من الجيران كان قد أرسل في طلبها، وأحضرت إيفي معها بعض الزبد الطيب، وكيسا من «القراقيش» المعالجة بالصودا، وأعدت الشاي الذي استطابت كاتي طعمه جيدا، وفحصت إيفي الطفلة واعتقدت أنها ليست جميلة، ولكنها لم تقل شيئا لكاتي.
وبدأت إيفي تلقي على جوني درسا بعد عودته إلى البيت، ولكنها حين رأت ما يبدو عليه من شحوب وخوف، وتذكرت عمره الذي لم يكد يبلغ العشرين، حز في نفسها الألم، وقبلت وجنته، وقالت له: «لا داعي للقلق»، وأعدت له قدحا من القهوة.
Неизвестная страница