Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
ونظرت فرانسي إلى أمهما ثم أشاحت بوجهها، وقالت بينها وبين نفسها: لقد بكت حين كنا خارج البيت، وراحت تبكي وتبكي حتى عز عليها البكاء.
ولم يذكر أحدهم كلمة البكاء بصوت عال، وقالت الأم: أظن أنكما عدتما إلى البيت مقرورين فأعددت لكما مفاجأة سارة، وسأل نيلي: ما هي؟ - سوف ترى.
وكانت المفاجأة هي «الشوكولاتة الساخنة» التي تشتمل على الكاكاو واللبن المركز، بعد أن عجنا ومزجا بالماء المغلي، وأفرغت كاتي الشراب السميك الدسم في الفناجين، ثم أردفت: وليس هذا هو كل ما هنالك.
وأخرجت ثلاثا من فطائر الخبازي من كيس من الورق من جيب «مريلتها»، ووضعت فطيرة في كل قدح.
وقال الاثنان في وقت واحد وفي نشوة: أماه!
وكانت الشوكولاتة الساخنة شيئا فريدا خاصا يدخر عادة لأعياد الميلاد، وقالت فرانسي بينها وبين نفسها، وهي تمسك فطيرتها بالملعقة وتراقب الدوائر البيضاء الذائبة تغشى الشوكولاتة الداكنة: إن أمي امرأة عظيمة حقا، إنها تعلم أننا كنا نبكي ولكنها لا ترهقنا بالأسئلة، إن أمي لا تعمد أبدا إلى ...
واهتدت فرانسي فجأة إلى الكلمة الصحيحة: إن أمي لا تعمد أبدا إلى اللغو أو التردد.
أجل! إن كاتي لم تكن تعمد إلى اللغو والتردد أبدا، وحين تستخدم يديها الجميلتين رغم ما يبدو عليهما من كلال، فإنها تستخدمهما في ثقة، سواء وضعت زهرة مقطوفة في كأس من الماء بإيماءة صادقة، أو عصرت الممسحة بحركة واحدة حاسمة، تقبض يدها اليمنى وتبسط اليسرى في آن، وكانت إذا تحدثت تقول الحقيقة بأبسط الكلمات وأسلمها، تمضي أفكارها في خط واضح صريح دون لف أو دوران ، ومضت الأم تقول: إن نيلي أصبح أكبر من أن ينام في حجرة واحدة مع أخته؛ ولهذا أعددت الحجرة الخاصة ...
ثم ترددت في النطق بالكلمة التالية: الخاصة بي وبأبيك، لقد غدت هذه الحجرة الآن حجرة نومك.
وقفزت عينا نيلي شاخصتين إلى عيني أمه، حجرة خاصة به! لقد تحقق الحلم، بل تحقق حلمان: السروال الطويل وحجرة خاصة به! لكن عينيه غامتا بالحزن حين فكر كيف تحققت له هذه الأحلام. - وسوف أشاركك في حجرتك يا فرانسي.
Неизвестная страница