Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
وكان المسير بطيئا كتبختر الجياد، يتوقف الصبية ليبحثوا عن رقائق القصدير في النفايات، ويلتقطوا أعقاب السجائر يدخرونها ويدخنونها بعيدا عن الأنظار بعد ظهر اليوم الممطر التالي، وقضوا وقتا في مشاكسة صبي يهودي كان في طريقه إلى المعبد، فاحتجزوه عن المضي في سبيله، وراحوا يتجادلون فيما يفعلون به، وانتظر الصبي وهو يبتسم في مذلة، ثم أطلقوا سراحه أخيرا بعد أن زودوه بإرشادات مفصلة عن السلوك الذي يجب عليه أن يتبعه في الأسبوع المقبل.
وأمروه قائلين: لا تظهر فتاتك في شارع ديفو.
ووعدهم قائلا: لن أفعل ذلك.
وشعر الصبية بخيبة أمل؛ فقد كانوا يتوقعون منه مقاومة أكثر من ذلك، وأخرج أحدهم قطعة طباشير من جيبه ورسم خطا متموجا على جانب الطريق، وقال له آمرا: لا تمش فوق هذا الخط.
وصمم الصبي الصغير، وقد عرف أنه ضايقهم لاستسلامه اليسير، على أن يجاوبهم، فقال لهم: ألا أستطيع حتى أن أضع قدما واحدة في البالوعة أيها الرفاق؟ وقالوا له: إنك لا تستطيع أن تبصق في البالوعة.
وتنهد الصبي متظاهرا بالتسليم: وهو كذلك.
وقال واحد من الصبية الأكبر سنا: وابتعد عن البنات من جنسنا، أتفهمني؟
ومضوا في طريقهم وتركوه يحملق خلفهم.
وهمس الصبي وهو يحرك عينيه الكبيرتين الداكنتين: وي! وي!
وكانت الفكرة التي راودت هؤلاء الصبية، وجعلتهم يحسبون أن عوده قد اشتد، فأصبح يستطيع أن يفكر في أية فتاة قد أصابته بالاضطراب، فأخذ يترنح ومضى في طريقه يردد: وي! وي!
Неизвестная страница